عن المقاومة الاقتصادية لولادة وطن يستحقه الابناء..
كتب نقولا أبو فيصل*
لم أتفاجأ بالانهيار الاقتصادي والمالي وكنت اتوقع حدوثهما مثل الكثير من رجال الاعمال والاقتصاد ،وما زلت مقتنعا وأتوافق بالرأي معهم بأن الاسوأ عالميا مع حلول العام 2022 لم يأت بعد استنادًا لقراءة هادئة لمستقبل إقتصاديات العالم وخاصة إقتصاديات الدول الكبرى ، لكنني تفاجأت كثيرا لا بل ذهلت بالنتائج الكارثية والسريعة التي خلفتها جائحة كورونا على الاقتصاد العالمي من جهة ، وبالغباء الحاد الذي يملكه حكام لبنان والعديد من وزراء الاقتصاد والمال الذين تعاقبوا على الوزارات وفشلهم في تجنيب شعب لبنان هذه الكأس المرة على مدى ثلاثين عاما من توليهم السلطة والتسبب بالفقر والعوز والذل الذي وصل اليهم شعب لبنان بعد سنة ونصف بالتمام من الحصار الاقتصادي والمالي المفروض على البلاد منذ ١٧تشرين الاول ٢٠١٩.
لم ولن أندم على الاستثمار في الصناعة اللبنانية التي ذبحت لسنوات على ايدي ذوي القربى على حساب اقتصاد سمي “ريعي ” وهو في الحقيقة “انتحاري “حيث دمرت القطاعات الانتاجية من صناعة وزراعة وإستشفاء وتربية وصولا الى قطاع الخدمات والسياحة وبشكل مدروس حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم “عالارض يا حكم “
لن أهاجر وسأظل أقاوم إقتصاديا حيث انا في هذه المصانع الممتدة على مساحة ١٢ الف مترا مربعا في مدينة زحلة الجميلة في سبيل إيصال المنتجات اللبنانية الى دول الانتشار اللبناني في العالم ،ولن نهاب الأزمات والمسألة “مسألة وقت “ولبنان سوف يستعيد عافيته مهما نكلوا به ، وقد تكون هذه الشدة هي درسا قاسيا لنا على كل الصعد قبل أن ينتشلنا الله من أيديهم مع ولادة وطن يستحقه الابناء .
ولبنان لن يموت .
*كاتب ومدير عام مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية ورئيس تجمع الصناعيين في لبنان