على قدر النوايا .. تأتي العطايا
نقولا أبو فيصل*
بين أمل وإرادة لم يفارقاني يوما طيلة حياتي، أدركت أن الأمل وحده لا يكفي لتحسين نمط معيشتي وتحقيق طموح قاتل ومنهك ومتعب لكنه محق، علما اني لطالما كنت اتلقى اشارات رضا الله غير آبه برضا البشر سواء أكانوا مدنيين ام اكليروس، هؤلاء الذين لا أتذكر وجودهم في طفولتي ، وحده ابونا الجليل المغبوط الذكر أغابيوس رابيه كان لي “كنيستي”، وأمي نللي كانت “مدرستي” التي تعلمت منها الصبر ومدى الحاجة اليه للتغلب على صعاب الحياة ، نللي الام والمدرسة علمتني ايضا أن رضى الناس غاية لا تدرك، وأن شكر الرب على نعمه واجب دومًا وأبدا مع إقرانه بالصلاة والخشوع لا خوفًا منه بل محبة له..وهو ما زرعته ضنينًا في أولادي.
إنه ذاك الأمل مغلفًا بالعزم والعزيمة لازمني منذ بداية حياتي المهنية استاذًا وفي كل مشاريعي واعمالي. هذه المشاريع التي كبرت ولا تزال بايمان زارع حبة الحنطة، وتزهر مع كل أمل-هدف جديد في داخلي، مشاريع جديدة مكللة بحرصي الدائم على الاتقان بما أن الكمال لله وحده، وعلى الاستماع الدائم لمن هم حولي من اهالي مدينتي عروس البقاع-زحلة، الذين ادين لهم بنجاح اعمالي وخاصة سيدة المنزل الزحلية وهي “مضرب للمثل” بأناقتها و”المتطلبة” للجمال والذوق في كل شيء مرورا بمائدتها الى حدّ انه “لا يعجبها العجب” أحيانا كثيرة، وهذا جميل ومحفز لتحدي النفس وانتاج افضل من الافضل من السلع جودة وطعمًا وسعرًا.
إتقان الاعمال كان ولايزال همي الأول الى حدّ تحوّل “عبئا” على كل من يعمل معي من مدراء ومسؤولي أقسام وعمال، او من أتعامل معهم من الموردين ، الإتقان لا أدعي انه بات يأتيني على طبق وجبة سريعة، بل بهاجس تحدّي الذات- ذاتي الطموحة الى أبعد الحدود قبل المنافسين ، وهنا يحضرني قول الكتاب المقدس:
وَكُلُّ مَا فَعَلْتُمْ، فَٱعْمَلُوا مِنَ ٱلْقَلْبِ، كَمَا لِلرَّبِّ لَيْسَ لِلنَّاسِ، عَالِمِينَ أَنَّكُمْ مِنَ ٱلرَّبِّ سَتَأْخُذُونَ جَزَاءَ ٱلْمِيرَاثِ، لِأَنَّكُمْ تَخْدِمُونَ ٱلرَّبَّ ٱلْمَسِيحَ.
كُولُوسِّي ٣: ٢٣-(٢٤
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع، مدير عام مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية في لبنان وأرمينيا