شباب لبنان بين الهزيمة والعزيمة ..
كتب نقولا أبو فيصل*
يروى انه فيما كان رتل من الضفادع يمر في الغابات سقط اثنان منهم في حفرة عميقة فتجمّعت بقية الضفادع حولها ورأى الجميع أنها حفرة عميقة جدا، فأخبروا الضفدعين بأنه لم يعد هناك أي أمل
مع ذلك قرّر الضفدعان تجاهل رفاقهم وشرعا في محاولة القفز من الحفرة
لكن على الرغم من ذلك بقيت مجموعة من الضفادع الواقفة فوق أعلى الحفرة يقولون لهما بأن عليكما التخلي عن المحاولة ، لأنه لن تستطيعان الخروج من الحفرة أبدًا
في نهاية المطاف، أخذ احد الضفدعَين بنصيحة رفاقه واستجاب لطلبهم واستسلم، وسقط إلى الأعماق ولقي حتفه ومات
اما الضفدع الثاني فقد واصل القفز بقوّة بقدر ما يستطيع ومرة أخرى، صاحت به مجموعة الضفادع بأن عليه أن يتوقف وأن يجنّب نفسه الإرهاق والألم ويستسلم للموت مثل رفيقه
لكن الضفدع قام بجمع كل قوّته وقفز بكل ما لديه من طاقة، وكانت القفزة قوية بحيث أوصلته إلى حافة الحفرة فوجد نفسه حرا
وعندما خرج الضفدع اجتمع رفاقه حوله، وقالوا له ألم تسمعنا
فأوضح لهم بأنه أصم أطرش وقد كان يعتقد أنهم يشجّعونه طوال الوقت! انتهت القصة
————————-
أن تعيش في لبنان عليك دائما تذكر قصة الضفادع ، خاصة عند كل شدة وأزمة تمر بها البلاد ، وتذكر أن تكون مجاهدا في هذه الحياة ، فالحياة للأقوياء وقوتك هي بأيمانك اكثر مما تملك
-ابتسامتك مع كل هذا الاحباط من حولك هي انجاز
-محبتك وتواضعك وسط كل هذه المشاعر السلبية السائدة في مجتمعنا هي انجاز
-احلامك التي تتمسك بها رغم كل الفشل من حولك هي انجاز
-مثابرتك، اجتهادك، عملك، طموحاتك لا تتنازل عنهم رغم كل المؤثرات السلبية ، وقوفك وحيداً حين ينهار الاخرون من حولك إنجاز
الى كل متخرج من شباب لبنان مصاب بالاحباط اقول :انت لم تفشل، ولن تنتهي انجازاتك هنا دعها تنبض بالحياة مهما كانت صغيرة ،استمر في تحصين نفسك وتهيئتها للمستقبل ، الرجاء التفاؤل ولو قليلا ، بتهز ما بتوقع ، الأزمة الاقتصادية العالمية لا تزال في اولها والقادم عالميا اكيد مؤلم وموجع ربما ، الأزمة في لبنان سوف تمر ولبنان سوف يكون اقوى بعد اعادة تنشيط قطاعات الصناعة والزراعة وتخفيض فاتورة الاستيراد وتحسن اقتصاده ،وكذلك لانه لم يتبقى لدينا شيئ لنخسره سوى الوقت لان المسؤولين في لبنان من العام 1990 الى اليوم قد تقاسموا كل شيئ ونهبوا خيرات الوطن وتركوا لنا الفقر والذل ، وكما يقال طابخ السم آكله اذا الله اراد ، وقد صدق صديقي سامر الحسيني بقوله:
“لو أرادت إي سلطة في العالم أن تذل شعبها لما استطاعت الوصول إلى مستوى ما تقوم به السلطة في لبنان”. لحكام لبنان اقول : أنتم راحلون يا حكام السوء ونحن باقون… والله سوف يتدبر امرنا والله معنا وأشتدي ازمة تفرجي
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع مدير عام مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية