بين العهر السياسي والعهر الاخلاقي وخطايا حكام لبنان
نقولا أبو فيصل*
مع الاسف، حظ اللبنانيين سيء تاريخيًا مع حكامهم ، في كل دول العالم تقع ازمات وتستطيع حكوماتها الخروج منها الا عندنا في لبنان، فإننا ننتقل من أزمة الى أزمة ومن
حرب الى حرب والى متى يتفشى العهر السياسي في بلادنا بعدما أوصل المجتمع إلى العهر الأخلاقي، ونجحت معهم سياسة إفقار الشعب اللبناني. إنه العهر الكبير الذي ينشر الفقر المدقع، وينشر معه الرذيلة، والفساد، والاحتكار، والتهريب ، والافلاس، وسقوط القيم والاخلاق، وانهيار التعليم والاستشفاء، وفقدان الثقة ببن الحاكم والمحكوم وبين المحكومين انفسهم، بإستعمار خارجي يفرّغ الوطن ويهجّر ابناءه.
يتمادى مسلسل قتل اللبنانيين بدم بارد والاستهتار بمستقبل الشباب اللبناني عبر رمي المسؤوليات في تعطيل تأليف حكومة لانقاذ ما تبقى من بلد دمره حكام لا يعرفون الله..الحقد يعمي اعينهم والشعب بات يكرههم لما يمارسونه قولاً وفعلاً من سوء استخدام السلطة حتى صار الكثير من الشباب اللبناني ممن يعيشون القلق على المستقبل يعانون من حالات نفسية صعبة بشكل مباشر ، فيما يعاني أغلب الناس حالات نفسية غير مباشرة تظهر في تعاملاتهم داخل الأسر والمجتمع وعلى محطات البنزين “الناس رح تأكل بعضها”.
”نخشى ما نخشاه” عبارة معبرة نرددها مع المثلث الرحمات البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير تغمده الله بواسع رحمته، نعم نخشى النتائج الكارثية لفساد حكام لبنان الذي وٓلد الفقر الذي يوٓلد
الجريمة ، نعم الفساد هو اساس كل جريمة
العهر السياسي صفة لازمت السياسة اللبنانية منذ استلام ملوك الطوائف الحكم في لبنان. لا أحد يجاريهم بإتقان هذه الصفة منذ انتقال الاحزاب من المتاريس الى القصور وتقاسم خيرات الوطن ونهب اموال الشعب بالتكافل والتضامن مع حزب المصارف اللبنانية مما يهدد بإنهيار الهيكل فوق رأس الجميع. في حين يواجه لبنان انهيارا اقتصاديًا وحصارًا، يمعن بعض وسائل الاعلام المأجور في جلد الذات وتحريض الشعب ضد بعضه والجميع يعرف ان اعمالهم مدفوعة الثمن.
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع