فائض الكرامة بين الانسان والحيوان
كتب نقولا أبو فيصل*
يبدو أن موضوع التعامل باحترام مع الحيوان لذاته وليس كمتاع، أمرٌ غريب في العالم العربي، ما دمنا لا نزال نناضل لكسب حقوق الإنسان، ففاقد الشيء لا يعطيه، والكرامة لن تفيض على الجميع ما لم يشبع منها البشر ، حتى ان كثيرين في الغرب لا يعرفون معنى أن يبكي الإنسان في الشرق المعذب من فائض الكرامة
سعى الفيلسوف الأميركي “طوم ريغان” الذي عاش في القرن الثامن عشر ، في وقت كانت فيه العبودية لا تزال طاغية في كتابه “حقوق الحيوانات” إلى دعم فكرة أن الحيوانات يجب أن تتمتع بحقوق أخلاقية ، وطالب ان تعطى القيمة العالية للكائنات العاقلة فقط، فهي الوحيدة التي تستحق لقب شخص، ومن ثم التعامل معها كغاية بحد ذاتها. إذ ليس من حق أي إرادة، أن تبيع أو تشتري الإنسان العاقل، لأنه، ببساطة، يمتلك الكرامة والعزة. أما ما تبقى من الأشياء والكائنات، فهي لا قيمة لها، إلا لكونها وسيلة وأداة لمصلحة معينة
من هنا نجد تأكيد “طوم ريغان على ضرورة “حصول إشباع في حقوق الإنسان، ووجود فائض من الكرامة عنده” لكنه أهمل الحالات الخاصة والهوامش، مثل الأجنة والمعوّقين ذهنيا، والرضع، والأشخاص الموجودين في حالة غيبوبة المجانين. فهؤلاء بحسب طوم ريغان، يستحقون كل المكانة الأدبية، على الرغم من عدم امتلاكهم العقل. فهل يعقل مثلا، أن نأخذ مجنونا ونتعامل معه كوسيلة، كأن نبيع أعضاءه مثلا، لمجرد أنه غير عاقل. أكيد هذا مخل ومنحط أخلاقيا. الأمر الذي جعله يقترح حلا آخر هو: الحياة بدل العقل فيكفي أن تكون حيا لكي تكتسب صفة شخص ، ومن ثم تنال الاحترام. وكتاب “حقوق الحيوانات جعل “طوم ريغان” يقحم الحيوانات في منظومة الحقوق ما دام أنها تستشعر حياتها هي أيضًا
أين حقوق الانسان اليوم من حقوق الحيونات حيث صرنا نرضى التشبه فيها، بعدما صار الذل في لبنان الخبز اليومي للمواطن المسكين..حتى انه اذا أعيد تصنيف انواع الذل في التاريخ الحديث لتربع الذل اللبناني في المرتبة الاولى، ولحكام لبنان يقول شعبه صبحًا ومساء: حسبي الله ونعم الوكيل!
*كاتب ورئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية رئيس تجمع صناعيي البقاع