كتب نقولا ابو فيصل “بين ولادة العبقرية مع الاشخاص.. وصناعتها”
يقول البروفسور في علم النفس وأستاذ الشطرنج “لازلو بولغار László Polgár “أن العبقري لا يولد عبقرياً ، وأنه بالتدريب يمكن لأي شخص أن يصبح عبقرياً ،ولاثبات نظريته هذه قام بإجراء تجربة على بناته الثلاث سوزان ، جوديت وصوفيا اللواتي تعلمن الشطرنج وقواعده وهن في سن الرابعة، ومع مرور الوقت أصبحن أغرب عائلة شطرنجية Polgár Family وأعجوبة لعبة الشطرنج في التاريخ المعاصر وبطلات في الاولمبياد.
ويعد كتاب “5334” من تأليف البروفسور بولفار من اهم كتب هذا العبقري المجري عن لعبة الشطرنج ، كما كان له نظريات عديدة في تربية الأطفال حيث يجزم أن “العباقرة يصنعون ولا يولدون “وتعد ابنته جوديت أقوى لاعبة شطرنج في التاريخ ومن عباقرة العالم بنسبة ذكاء تبلغ 170% ! وشقيقتها سوزان حصلت على لقب (غراند ماستر) والأخرى صوفيا على لقب أستاذ دولي في الشطرنج ، وبنجاحه أثبت علمياً وعملياً أنه يمكن تدريب أي شخص في أي مجال ليصبح عبقرياً إذا توفرت له البيئة المناسبة والتدريب والتعليم الجيد.
ولما اعتبرت تجربة هذا العبقري واحدة من أنجح التجارب المذهلة في تاريخ البشرية ، فلماذا لا تبادل وزارة التربية اللبنانية الى اقرار تعليم هذه المادة في المناهج الدراسية على غرار ارمينيا مثلًا حيث تعد لعبة الشطرنج مادة اساسية لاستنهاض ذكاء الاولاد ،كذلك فعلت أوزباكستان التي اعلنت عن عدّة خُطط من أجل تطوير وتعميم لعبة الشطرنج من خلال توسيع تعليمها في المدارس الابتدائية ، كذلك فعلت ثلاثون دولة حول العالم في السنوات العشر الماضية وادرجت لعبة الشطرنج في مناهجها التعليمية ، والسؤال لماذا تريد كل هذه الدول تعليم أبنائها لعبة الشطرنج في مدارسها في المقابل فأن القيمين على المناهج التربوية في جمهورية الموز اللبنانية لا يعطون هذا الموضوع أي اهتمام ؟ ومع الشاعر رددوا معي ؛ “لقد أسمعت لو ناديت حياً ولكن لا حياة لمن تنادي” وكان الله في عونك يا وطني !
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب”جزء 5