كيف سيواجه لبنان الطرح الأميركي الجديد؟
في ظل الاجواء التي تنتظر وصول رئيس الوفد الأميركي الجديد المكلف بمهمة إدارة المفاوضات غير المباشرة آموس هوكشتاين خلفا للسفير جون دو روشيه، تحدثت الأنباء الواردة من واشنطن عن احتمال وصول هوكشتاين الى بيروت يوم الثلاثاء او الجمعة المقبل حسب روايتين ما تزال الشكوك تنتظر التثبت من أي منهما. فبيان وزارة الخارجية الاميركية تحدث عن زيارة مقررة الى بيروت في الايام المقبلة لوفد أميركي برئاسة نائبة الوزير أنتوني بلينكن السيدة فيكتوريا نولاند في إطار جولة دولية تشمل لبنان، روسيا وبريطانيا.
وفي رواية اولى قيل ان الوفد الاميركي سيزور موسكو اولا ابتداء من 11 الجاري قبل ان يتوجه الى بيروت فلندن فيما قالت ثانية ان الوفد سيزور بيروت اولا قبل موسكو ولندن. ويضم الوفد المرافق للمسؤولة الاميركية نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط والتواصل مع سوريا ايثان غولدريتش، نائب مساعد وزير الخزانة للشؤون الدولية ايريك ماير، والمستشار الاول في وزارة الخارجية لشؤون الطاقة آموس هوكشتاين”.
على هذه الخلفيات، من المتوقع ان تنشغل الاوساط الرسمية بالزيارة ليس قياسا على حجم الوفد ومهمته الاستطلاعية ولكن مجرد وجود هوكشتاين في الوفد يظهر واضحا ان البعثة الديبلوماسية تنوي احياء البحث في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الخط البحري وسط مخاوف عدة من عدم فهم اي من المسؤولين اللبنانيين بالطرح الاميركي الجديد وخصوصا انه لم يفهم اللبنانيون بعد ان كانت الادارة الاميركية الجديدة لها سياسة واضحة تجاه ما يجري في المنطقة وليس في لبنان فحسب. وان في جانب منها لا بد من مقاربة الموقف من المواجهة الاسرائيلية – الفلسطينية وان الموفد الاميركي المكلف بالمهمة لم ينته بعد الى اي صيغة .
مرد هذه المخاوف يعود الى امرين، ان رئيس الوفد السابق جون دوروشيه عندما علق المفاوضات في الناقورة مطلع ايار الماضي لم يشر الى المرحلة التالية وعما ان كانت لديه خطة بديلة. فلم تنتج زياراته المكوكية لفترة بين تل أبيب وبيروت صيغة أميركية جديدة للمفاوضات في ظل تصلب الموقفين الاسرائيلي واللبناني من مصير الخطوط المطروحة منهما ورفضهم المتبادل لما هو مطروح.
ومن هذه النقطة بالذات، تنطلق مصادر وزارية مطلعة في شرحها للخطوات اللبنانية المقبلة عبر “المركزية” لتقول ان الرهان يقف على الإداء الحكومي مما سيطرحه الموفد الاميركي في ظل مخاوف جدية من احتمال ان يعيد تكرار مواقفه السابقة الداعية الى معالجة عملية الترسيم من خلال شركة متفق عليها تعمل على استخراج الثروة من المنطقة المتنازع عليها وتوزيع عائداتها بنسبة تساوي حصة الطرفين وهو أمر لا يمكن مقاربته في هذه المرحلة بالذات.
وايا كانت الطروحات الأميركية الجديدة لا يبدو ان الموقف اللبناني سيتغير عن تلك المعادلة التي رافقت زيارة ديفيد هيل الى بيروت قبل أشهر قليلة عندما تبلغ باستحالة تعديل المرسوم 6433 لجهة اعتماد لبنان الخط المؤدي الى “النقطة 29” بدلا من “النقطة 23” المسجلة لدى الأمم المتحدة وهو ما ارتاح اليه الموفد الاميركي في حينه معبرا عن ضرورة تغيير الموقف اللبناني لاستعجال الحصول على المردود المالي للثروة اللبنانية المدفونة في المنطقة الاقتصادية الخالصة.
وعليه قالت المصادر، ان وبالإضافة الى سلسلة الملفات المطروحة على الحكومة من الهم الاقتصادي والتحضيرات لاستئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وما يجري في قطاع الطاقة ستضطر الى تحديد موقفها بالسرعة القصوى من ملف الترسيم طالما ان هوكشتاين سيكون عضوا في الوفد الأميركي الضيف. وان كانت جلسة مجلس الوزراء التي جرى تقديم موعدها الى ما بعد ظهر يوم الثلاثاء المقبل في قصر بعبدا قد تكون محطة لمناقشة الموقف لتزامنها مع وصول الموفد الجديد الى بيروت.
وختمت المصادر لتقول ان هناك مجالا لإعفاء لبنان من المطالبة بموقف عاجل من ملف الترسيم ان كان الامر رهنا بطبيعة مهمة هوكشتاين الحالية كما هي مهمة الوفد كاملا استطلاعية للتعرف الى بعض المسؤولين الحاليين الذين لا يعرف قسما كبيرا منهم. فباستثناء معرفته برئيس مجلس النواب نبيه بري الذي طبخ معه نصف “اتفاق الاطار” عليه التعرف الى كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ووزراء معنيين بالملف قبل ان يكلف رسميا بالمهمة الجديدة.