بين الثرى والثريا…الامل بالحياة
نقولا أبو فيصل
الفرق بين الثرى والثريا هو الفرق بين تراب الارض ونجوم السماء، وهو كالفرق بين النور والظلمة، وبين الحق والباطل، وبين الشر والخير، بين الشيطان والملاك، وبين المجرم القاتل والمؤمن التقي، بين الدولة المتقدمة وحركة الفكر التكفيري، التي تحث على الكراهية والعنف .
ويبقى أنه شتان بين الثرى والثريا، وبين من أعطى روحه للوطن وبين من خانه من اجل المال، وشتان بين الايمان والعربدة ، لأن الفرق كبير بين الذي يريد وطنًا ويموت من أجله، وبين الذي يريد مقعدًا نيابيًا أو وزاريًا ويناصر فاسدًا، وشتان أيضًا بين من يسعى لإسعاد الناس، وبين فاسد يحمل شهادات مزورة يبحث عن الشهرة، ولو على حساب خراب الوطن.
ولانه لا يمكن أن يتساوي السحاب مع التراب، ولا يمكن ان تتساوى القمة مع السفح، فأنه، وعندما تطمئن الجذور في الارض وبعد ان تسقى فانها تروي كل غصن في الشجرة التي تفاخر جذورها انها لا تكترث لصوت الريح. في جذورها الأمان والإطمئنان ، وبين الجذور والاغصان مسافة وخلافة ، واشجار اليوم المطمئنة بين الثرى والثريا تعيش شامخة، مثل الامل بالحياة في لبنان الحبيب، الذي لا بد من ان يعود بلد الاشعاع والفكر على الارض، لطالما الثريا باقية متلالئة في السماء.
*كاتب وباحث، رئيس تجمع صناعيي البقاع ورئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية