بين تاريخ يعيد نفسه وشعوب لا تتعلم ..
كتب نقولا أبو فيصل*
وكأن ابن خلدون هو حي بيننا يرى ما كتبه في مقدمته بعينه، ويراقب ما الذي يجري في العالم العربي من لبنان وسوريا والعراق وصولا الى ارض اليمن السعيد مرورًا بالاراضي المقدسة من تعصب للطائفية والقبيلة على حساب الوطن، وبوحه خاص ما نراه في لبنان من بعض رجال السياسة المأجورين الذين يدعون الانتماء للوطن وهم في معظمهم لصوص ومرتزقة للخارج وخونة للوطن!
وفي التاريخ ذكر ابن إياس في كتاب بدائع الزهور الجزء الخامس ، صفحة ٢٨٠ عن وصف عساكر جيش السلطان سليم العثماني وممارستهم في مصر بعد غزوها: ”فأما عساكره نفسهم قذرة، يأكلون الاكل وهم راكبون خيولهم في الأسواق، وعندهم عفاشة في أنفسهم زائدة وقلة دين وعندما جاء شهر رمضان فكان غالبهم لا يصوم، ولا يصلي في الجوامع ولا صلاة الجمعة إلا القليل ، ولم يكن عندهم أدب ولا حشمة، وليس لهم نظام يعرف لا هم ولا أمراؤهم ولا وزراؤهم فهم همج كالبهائم”..
”يضيف عندما خرج السلطان سليم من مصر عائدا إلى اسطنبول..كان بصحبته الف جمل محملة بالذهب والفضة، فضلاً عن التحف والسلاح والنحاس والخيول والبغال ، حتى انه نقل منها الرخام الفاخر ، وكل شيئ أحسنه مالاً فرح به أباؤه وأجداده من قبله ، وكذلك ما غنمه وزراؤه من أموال الجزية وكذلك عسكره، فإنهم غنموا من النهب ما لا يحصى ، وما رحلوا عن الديار المصرية إلا والناس في غاية البلية.. وفي مدة إقامة السلطان سليم في القاهرة حصل لأهلها الضرر الشامل، وفقد منها خمسين صنعة لأن الصناع المهرة هاجروا الى اسطنبول
الا تعتقدون ايها الاصدقاء ان هذا ما حل بنا تمامًا في زمن العثمانيين الجدد ومماليك القرن الحادي والعشرين ، شبابنا يتناقص بالهجرة والفقر يضرب ، والكفاءات ايضا تهاجر والاموال وجنى العمر في المصارف يسرق في وضح النهار ، المؤسسات الصناعية والتجارية والتربوية والاستشفائية والسياحية في خبر كان ..والله لا يسامحكم ، حسبي الله ينتقم للمقهورين منكم.
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية