بين بسمة حزن وميلاد مُخلص وسنة عذاب جديدة قادمة …
بقلم نقولا ابو فيصل*
انه ثالث عيد ميلاد حزين يمر على اللبنانيين بعد سقوط المنظومة المالية في تشرين 2019 ، وعلى مدى عامين واكثر من 2020 وحتى اواخر العام 2021 اجتمعت على ارض لبنان معاصي قوم نوح ولوط وقارون وفرعون ووزيره هامان ، والجميل ان الله لا يزال يرحمنا ، وفي الصراع بين الحق والباطل نجد رموزاً دلالية ، ففي حين ان فرعون هو رمز للباطل قابله موسى رمزًا للحق ، واذا كانت امرأة لوط رمزًا للباطل فإن مريم العذراء هي رمز للطهارة ، واذا كان قارون وهامان يرمزان للشر فإن نوح وابراهيم يرمزان للخير،
مر العام 2021 ومعه مر ظلم كبير على اللبنانيين الذين لا يزالون يسألون الله عدالة السماء بعد تحكم ميليشيات المال في لبنان بعدالة الارض ولهم نقول “بشر الظالم بالظلم ولو بعد حين” يا أهل المال تذكروا أن المواطن اللبناني سيبقى ليوم مماته يحفظ في قلبه حرقة على أبسط حقوقه التي حرمته منها المصارف اللبنانية ” تذكروا هذا القول : “ان عمر ينام ورب عمر لا ينام”.
يقول الكاتب ايليا ابو ماضي : “ابتسم ما انت صانع دائها” …فالابتسامة في الشدائد هي مقاومة ، واللبنانيون لا تتغير صفاتهم حتى ولو تغيرت احوالهم، فالكريم يظل كريمًا حتى لو افتقر ،والمتسامح يظل متسامحًا حتى ولو ظُلِم ،وكم من ابتسامة تخفي خلفها ظلم الحياة والبشر..!! فالحياة مليئة بالظلم لكن عدالة الله فوق كل شيئ لانه يمهل ولا يهمل وسوف ينتقم من كل ظالم.. هكذا هي الحياة ظُلِمَ ثم صبرٌ على البلاء ثم خلاصٌ وشكرٌ فبعد سنوات العذاب وبالرغم من كل ما جرى يأبى شعب لبنان إلا أن يتحلّى بالأخلاق رغم صمته وخيبته ، لان في صمته حكمة وفي صموده همة ، هكذا هو وسيبقى شعبًا راقيًا ، أبياً مثل جبل أشّم يرقى ويرقى ويرقىٰ، حاضراً في قلوب كل من احبه ، لبنان سيبقى ويبقى ، والخير قادم لا محال .
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع