السُنة في لبنان.. بقلم علي حسين الجاروش
كتب المرشح عن أحد المقعدين السنيين في دائرة البقاع الغربي وراشيا المغترب في دولة الكويت “علي حسين الجاروش” مقالا على صفحته على الفايسبوك بعنوان ” السنة في لبنان جاء فيه:
“قامت الحالة السنية العامة في لبنان منذ ما بعد مرحلة الجلاء على العروبة والتوازنات العربية، ودعم القضية الفلسطينية، والتواجد في لب الصراع العربي الإسرائيلي، وملامسة مفهوم الأمة العربية…
وقد مرت الحالة السنية في لبنان بأربعة مراحل:
1) مرحلة عبد الناصر : حيث التمسك بالعروبة، والقضية المركزية قضية فلسطين… فكانت تعبر عن فائض القوة العربية، من مال، و بشر، و فكر قومي هادر… وكانت الوحدة العربية متقدمة على كل ما سواها، وكانت فلسطين أولاً، ثم الأمة العربية…..
إنقسم اللبنانيون حيال هذه الفكرة، وكان من ناهضها ورفضها بل وعاداها… وبدأ كل فريق يضمر ما يضمره للفريق الآخر..
2) مرحلة أبو عمار : بدأت مطلع السبعينيات من القرن الماضي، ووقوع الحرب الأهلية في سنة 1975.. ثم دخول سوريا إلى لبنان (بموافقة أمريكية)، وسيطرتها على كل مفاصل الحياة…
الى وقوع الإجتياح الإسرائيلي عام 1982، حيث ضُربت المقاومة الفلسطينية وطُرد أبو عمار من لبنان… وضُربت الطائفة السنّية بكل مقوماتها ورجالاتها، فكانت هزيمة مدّوية للطائفة برمتها..
تدخلت العربية السعودية بقوة، وجمعت اللبنانيين على إتفاق الطائف، وكان عرابه وأحد أبرز صانعيه رفيق الحريري… و إنتهت الحرب الأهلية اللبنانية في العام 1990.
3) مرحلة رفيق الحريري : عاد رفيق الحريري إلى لبنان، وفي عام 1992 بدأت مرحلة جديدة في لبنان، مرحلة رفيق الحريري… الذي لعب الدور الأكبر بالتوازن بين الطوائف اللبنانية، وبين العرب أيضاً.. وشرع في بناء الدولة الحديثة و المؤسسات الفاعلة، وبدأت مرحلة السنّية السياسية، حيث نقل الحريري الطائفة إلى مشروع وفكرة الدولة.. ودَمَجَ المجتمع السنّي برمته مع مفهوم الدولة العصرية.. وشرّع المقاومة ودعمها، إلى أن تحرّر الجنوب من الإحتلال الإسرائيلي في أيار من العام 2000..
أستشهد رفيق الحريري سنة 2005.. وخرج الجيش السوري من لبنان تحت ضغط عربي ودولي هائل، في نيسان من ذات السنة…
4) مرحلة سعد الحريري : سنة 2005 إستلم القيادة الشيخ سعد الحريري مع الرئيس فؤاد السنيورة… لكن سوريا عاظمت من دعمها العسكري المتسارع لحزب الله، لسد الفراغ السياسي والأمني الناجم عن خروجها العسكري المفاجئ… وحصلت تطورات متلاحقة :
- البطريرك الراعي دعا لتعديل الطائف.
- السيد حسن نصر الله دعا لتطوير النظام.
- العماد ميشال عون فاز برئاسة الجمهورية.
- اعتماد قانون النسبية في الإنتخابات النيابية.
كل ذلك جاء على حساب الطائفة السنية، الذين هم يتحملون المسؤولية، لغياب مشروعهم السياسي، وتشتتهم، وعدم فرض أنفسهم في المعادلة الجديدة…!!!
وها نحن اليوم امام مرحلة جديدة.. في غاية الخطورة…