بين الحتمي والجبري …الهزيمة والانتصار
بقلم: نقولا أبو فيصل*
عندما توكل الامور الى غير اهلها يكون الانهيار حتميا، وسواء كنا نؤيد شخصاً ما أو نختلف معه ، فلا يحق لنا ان نختلف أو نتفق على حساب مصلحة الوطن والمواطن وبانتظار احصاء عدد الصفقات التي عقدها رئيس حزب المصارف اللبنانية لاسترضاء اهل السلطة بغية الوصول الى سدة الرئاسة هل سينفعه الندم بعد السقوط الحتمي وبعد تخلي مشغليه عنه وحيث لا ينفع الندم؟!
في الماضي كان العنصر الحتمي والجبري مثل نكهة إيديولوجية في الفلسفة الماركسية ويشبه الى حد ما الدين والمخدرات من حيث مفعولها التخديري للشعوب وكان هذا العنصر يجد تفسيره وتبريره في القهر الذي تتعرض له الشعوب خاصة بعد أن تفقد المبرر في النضال وتنتهي إلى سلسلة من الهزائم وتصبح النزعة الحتمية قوة جبارة للمقاومة المعنوية ولضبط النفس وتحقيق الصمود .
وعلى طريقة الكاتب الايطالي أنطونيو غرامشي (لقد هزمتُ مؤقتًا، لكن اتجاه التاريخ -في النهاية- يعمل لصالحي.) فإننا نرى ونراقب أهل السلطة في لبنان الذين اقتربت ربما آجال رحيلهم لانتفاء الحاجة اليهم بعد حلول الاصيل في المنطقة وبعد ان قدموا خدماتهم لارباب نعمتهم وتدمير الوطن وتقديم مصلحة الخارج على مصلحة لبنان ، وها هي التسوية الكبيرة تلوح في الافق لكن للاسف قد تأتي التسوية متأخرة بعدما فقد لبنان خيرة شبابه الذين هاجروا وربما تأتي بعد ان ذاق شعب لبنان الفقر وعاش حياة الذل في زمن العثمانيين الجدد ، فأين سوف تخبئون روؤسكم يا ساسة لبنان ؟
كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع