بين حياة الارنب والسلحفاة .. والتبول اللاإرادي
نقولا ابو فيصل*
ثلاثون عاماً عاشها شعب لبنان من حياة البحبوحة والرفاهية الى أن جاء الزمن الذي صار فيه المال يأتي مثل السلحفاة ويذهب مثل الارنب ! ولا زلت أذكر منذ الصغر قصة “الارنب والسلحفاة” كما احاول ان أعيش خلاصة هذه القصة وأنصح صديقي السياسي ان لا يتكلم كثيرًا ويفعل قليلًا وأن لا يعتقد انه قادر على ان يسبق غيره وأذكره بمثل الارنب ! والمعروف عن الارنب انه رياضيً بإمتياز يقفز دائماً للأعلى وينزل للاسفل ولا يعيش كثيرًا بينما السلحفاة تعيش 400 عاماً ولا تمارس الرياضة على الإطلاق.
ليته شعب لبنان يتعلم من معاني تفوق السلحفاة على الارنب في السباقات لانها اعتبرت هذا السباق مسألة حياة او موت وتقدمت بخطى ثابتة .. عكس الارنب المستهتر ، وبالطبع تعرفون القصة جيدًا … أما في ايامنا هذه فاننا نجد بعض اللبنانيين قد اعجبتهم قصة الأرنب والسلحفاة وقد تقمص بعضهم شخصية الارنب وضحك البعض الاخر على بطء حياة السلحفاة فيما راح العديد من حكام لبنان يأكلون لحم الارانب بعد نصيحة الدميري لهم في كتابه “حياة الحيوان الكبرى الدنيوية” بعد ان استحضر المستشارون الحكوميون هذا الكتاب والذي يقول “أن علاج التبول اللاإرادي يكون بأكل لحم الأرنب”
والعبرة المستخلصة من حياة الارنب والسلحفاة هي أنه يجب على السياسي أن لا يكون مغروراً بما يملك من سلطة زائلة وأن لا يسخر من اصدقاء الماضي لأن لكل رجل يوم يصنعه بجهده وكفاءته وسوف يميزه عن غيره وربما بات قدوم هذا اليوم قريبًا جدأ …..والتكبر والغرور لا يجلبان إلا الفشل أما التواضع فهو من سمات الناجحين ومن تواضع لله رفعه ومن تكبر وضعه
*كاتب
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب “جزء ٣