بين اندره عطا وجوزيف شعنين والمعشوقة زحلة…
نقولا ابو فيصل*
ما أجمل وأرقى وأعذب عشق هذين الرجلين لمدينة زحلة .إنه عشق اصيل يقابله من اهل المدينة شكرٌ كبيرٌ لهما بحجم الكون… فكلما زار الاستاذ اندره اولاده في الولايات المتحدة الاميركية الشاسعة المساحات كبرت زحلة في عينيه، والحال ذاتها بالنسبة لساكن اسطنبول المؤقت المخرج جوزف شعنين الذي يعيش جسدا على ضفاف مضيق البوسفور، ولكن قلبه لا يزال يرفرف فوق أحياء زحلة في احلامه كما في يقظته، وفي كل جلسة مع زائريه الزحليين مؤامرة، والحديث زحلاوي بامتياز .
أبناء زحلة اوفياء لمدينتهم، وحين يبتعدون عنها يعيشون غربة حقيقة قل نظيرها مقارنة مع اي مهاجرين آخرين من باقي المدن والقرى اللبنانية. كثيرون منهم يخططون للعودة اليها والتقاعد في تلالها وربوعها ، وربما جمدت الازمة الاخيرة مشروع عودتهم لفترة من الزمن. وفيما الزحليون يجوبون العالم من أميركا وكندا والبرازيل وغيرها من دول الانتشار، حيث تتركز الهجرة الزحلية وحيث نجد ابناء زحلة هناك يعيشون عشقا من نوع آخر للمدينة ويظلون يشتمون رائحة ماكولاتها وطعم القربان والمازة الزحلية وحنان وذكريات شوارعها ، ويظلون يقارنون بين ابنيتها الاثرية وبين باقي الابنية الاثرية في العالم ، وقد قابلت زحليين كثر في كل انحاء العالم واكتشفت ان أعظم حنين إنسان لمدينته هو للزحالنة
تاريخ اندره عطا حافل بالعطاءات ولم يبخل “ابو بيتر” كما تحب رفيقة عمره السيدة بريجيت مناداته يوماً عن العطاء المجاني، وهو الذي ساهم بشكل كبير في إنجاح أكبر النشاطات الفنية التي جرت على مسارح المدارس والاندية ودعم في كل النشاطات الفنية لابناء المدينة ، وصولا الى الاف الالحان الموسيقية والاغاني التسويقية لمنتوجات زحلية ومنها غاردينيا ، استديوهات اندره عطا هي الوحيدة في مدينة زحلة وجوارها وربما في البقاع، والاحدث من حيث التقنيات المتطورة، ولا ننسى خبرة وبصمة الفنان اندره عطا، اما انت يا صديقي جوزف شعنين لست ادري بماذا اصفك ؟ عاشق زحلة انت وسفيرها اينما حللت، ولا اذكر ان زحلياً زار اسطنبول حيث مقر عملك المؤقت في محطة تلفزيون ليبية الا وزار دارك او التقى بك في فنادق المدينة وكأنك انت سفير زحلة هناك او القائم بأعمال هذه المدينة ، مع فائق تقديري للبعثة الدبلوماسية اللبنانية هناك ، وتاريخ جوزف حافل منذ بداية شبابه وصولاً الى تأسيسه تلفزيون زحلة ونقل زحلة بالصوت والصورة الى العالم .
اخيراً ارى انه بات من الواجب ومن الضرورة الاضاءة على هكذا مبدعين زحليين وتكريمهم من قبل السلطة المحلية والمجلس البلدي ومجلس زحلة الثقافي ، كيف لا وامثال هؤلاء كثر ، وقد كرموا من سبقهم من مبدعين زحيلين وعملوا بصمت وبالسخرة لخدمة زحلة فهل حان موعد تكريمهم ؟ وهل من آذان صاغية ؟
كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع