بين رائحة الكلمة ورائحة الكرامة ….
نقولا ابو فيصل*
بعد عملي لسنوات طويلة في قطاع البهارات والتوابل صرت أملك حاسة شم طغت على جميع الحواس التي لا أزال املكها , وصرت أشتمُ رائحة الكلمة قبل قراءتها ، وربما رائحة الاحداث قبل حدوثها ،وها انا اليوم أشتُم رائحة كريهة قبيل الانتخابات النيابية المزمع عقدها منتصف شهر أيار القادم وهي رائحة الصفقات وشراء الأصوات والرشوة وإستقدام الاحزاب اللبنانية لناخبين من الاغتراب واسترجاع هؤلاء لثمن بطاقات سفرهم سوف يكون مرهوناً بالاقتراع للائحة التي يبيعونها أصواتهم.
والى صاحب الاطلالات التلفزيونية اليومية والذي يعرف نفسه ؟ أشتم في إطلالاتك رائحة الغرور والتعالي … ارجوك فالكلمة أمانة لذا أسألك أن تكون لخلطة أحرف كلماتك رائحة شهية مثل خلطة الكاري في طعام الأمهات على سفرة رمضان !! وأرجوك أن تجفف دموعك فعربة المغادرة في انتظارك صبيحة يوم !وأسأل الله ان يفتح قلبك لسماع كلمة الحق ، وأن يهب لك عيونا مفتوحة حتى تستطيع رؤية أخطائك وأن يهب لك أنفا لكي تشتم رائحة النتانة التي انت فيها …!
وفِي الاخير اسأل حكامنا أن يشتموا رائحة الرحيل القريب في أنوفهم التي أنفت منها الانوف ؟ والاستعارة من “ابن الرومي” والاكتفاء بهذا القدر من الجلد والتنكيل بشعبهم ، رغم أنني المس لديهم الكثير من الاحلام التي لم يستطيعوا تحقيقها والثروات التي لا يزالون يطمحون لجمعها واتخيل جيداً الشعور المرعب المخيف القاتل الذي يشعرون به ، وكلهم يقولون لا نريد الرحيل دون ان تكون لنا الآخرة الصالحة والتعظيم والتمجيد من شعب مخدر ! لا نريد الرحيل باكراً .
*كاتب ورئيس تجمع صناعيي البقاع