بين ما نفكر فيه وما نقوله وما نقصده ….معانٍ أخرى !
رغم تطور وسائل التواصل الاجتماعي فإن اكثر ما يعيق التواصل بين الناس هو جهلهم حجم التضاد الحاصل بين ما نقوله وما نقصده وما نفكر فيه ، وقد يكون للحديث معنى آخر يختبئ بين الحروف وعلينا أن نستشفه بأنفسنا، فالفرق كبير بين ما نقوله وما نقصده، وما يفهمه الآخرون. فقد أقول شيئاً وأقصد غيره، وتفهم أنت غير المقصود !وقد أكتب أشياء يفسرها الناس بشكل مختلف تماماً عما قصدت بكتابتي ، وغالباً ما تحدث تلك الأخطاء اللفظية لأننا نقول أشياء ونقصد دلالاتها المباشرة، بينما يفهمها البعض بحسب دلالات لم نكن نقصدها اطلاقاً، إما لأنهم لا يمتلكون القدرة على قراءة افكارنا ومشاعرنا بشكل صحيح ، وإما لانهم لا يملكون حسن النية .
في لبنان هذه الايام ، يبدو أن التزام الصمت في كثير من المواقف هو جيد ومفيد وذلك تفادياً لسوء الفهم أو الاضطرار إلى التعبير بألفاظ أخرى أكثر وضوحاً، وهو ما نجد فيه عناء وتكلُّفاً يمنع التواصل من تحقيق أهدافه والتفاهم بسهولة كما إنه من غير المستحب أن نلتزم الصمت التام لأنه لن يحرك ساكنًا، وأن نبقى مكتوفي الايدي دون أن نوضح ما نقصده، ولا شك أننا سنتحمل جزءاً كبيراً من العواقب إذا ساءت الأمور أو تطورت الأحداث سلباً.
وبما أن الخير لا يزال موجوداً في لبنان ولا يزال يعيش بيننا أناس أنقياء وأتقياء يتقبلون الأعذار، خاصة لو كان الخطأ غير موجود أصلاً أو أنه غير مقصود ، وفي فرضية وجوده فإن غضبهم لا يدوم طويلاً ولا يترك آثاراً سلبية،وقد ترتفع الحواجز بين الناس بسبب تفسير خاطئ لتصرف ما أو لكلمة تبدو أقسى على القلب من فقدان الحبيب وبالتالي فإنه بالمكابرة والفهم غير الصحيح أو الصمت ، بدلاً من الإقدام والمسارعة في الإيضاح فاننا نهدم علاقات جميلة قدرها لو دامت أن تسعد الناس بدل ان تتسبب في تعاستهم وتقضي الظنون التي نبتت في كنف الفهم الخاطئ على احلامهم
*من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤