كتب نقولا أبو فيصل “بين الدبلوماسية اللبنانية الراقية وأرزة أبيدجان”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
ليس من السهل أن يتولى شخصُ ما منصبًا دبلوماسيًا لتمثيل لبنان في دول الانتشار اللبناني حول العالم وخاصة في أفريقيا، حيث الذكورية هي الطاغية على المجتمعات وعلى عقلية كثيرين من أبناء الجاليات العربية ، وأن يقوم سفير ما بعمله بنشاط وحيوية وحماس وفعالية في أداء مهامه ، فهذا يعني أنه سفير نشيط ومبادر ويسعى لتطوير العلاقات بين أفراد الجالية عبر الانخراط في جميع الأنشطة لتعزيز مصالح بلاده. وهذا إن دل على شيئ فهو أن الدبلوماسية اللبنانية تتحلى بمستوى عالٍ من الرقي في السلوك والاحترافية في التعامل ، وهذا ما يسمى “الدبلوماسية الراقية” ويتطابق مع العمل الذي تقوم به رئيسة البعثة الدبلوماسية اللبنانية الى أبيدجان وعنيت بها السفيرة ماجدة كركي التي تتميز بالأدب، اللباقة والقدرة على التعامل بمهارة مع جميع المواقف وخاصة الحساسة منها . وفي هذا السياق أستذكر الكاتب الفرنسي شارل بودلير حين قال “أجمل المشاعر هي تلك التي لا تعرف كيف تفسرها”لكن دعوني أحاول !
ارزة لبنان في أبيدجان “ماجدة كركي” هي سفيرة مميزة جداً وتمتلك خصائص ومهارات جعلتها تتفوق وتبرز بشكل خاص في المناصب التي شغلتها من وزارة المالية وصولاً الى مركزها الحالي كرئيسة للبعثة الدبلوماسية في السفارة اللبنانية في أبيدجان وهنا نتمنى على المراجع المختصة في وزارة الخارجية اللبنانية والمرجعيات السياسية الإبقاء عليها في مركز عملها سفيرة بالاصالة لاسباب كثيرة ، أورد منها إمتلاك هذه السيدة المثقفة والمحترمة القدرة على بناء علاقات قوية بين ابناء الجالية ، ومثال ذلك تمكنها من اجراء توافق على رئاسة الجالية اللبنانية هناك ، ونجاحها الباهر في تنظيم واستقبال ومتابعة زيارتنا التجارية الى أبيدجان ، إضافة الى الكفاءة المهنية العالية التي تمتلكها، فهي تتميز بفهم عميق للسياسات الدولية والدبلوماسية وظهر هذا جلياً في مهاراتها الاستثنائية في التفاوض لحل النزاعات بين ابناء الجالية اللبنانية.
السفيرة ماجدة كركي تتمتع بصفات قيادية قوية ، وقدرة على إلهام وتحفيز فريق عملها المتجانس والمتعاون معها بدءًا من القنصل جان صادر الى الملحق الاقتصادي رنا رزق لتحقيق أفضل النتائج، ولا بد من التنويه بالتزامها بالقيم الأخلاقية والمبادئ الأساسية في تعاملها مما جعلها تكتسب احترام وتقدير الجميع وخاصة اعضاء الوفد التجاري الذي كان لي شرف رئاسته الى ابيدجان مطلع حزيران الجاري وكان توجهها طوال الوقت نحو النتائج والإنجازات وتحقيق الأهداف المرجوة من زيارتنا . كما أظهرت مرونة في التعامل مع التحديات والمواقف الصعبة من خلال تجنب التضارب بين عملها وعمل سفير ساحل العاج في لبنان كريستوف كواكو الذي أوفد أمانو لمرافقة الوفد الزائر الى أبيدجان ، كما تحلت بصبر طويل لتحقيق أفضل النتائج . وهذه الصفات جعلت منها بنظري سفيرة مميزة وشخصية إستثنائية فعالة ومؤثرة في دورها الريادي وقدرتها على التأثير إيجاباً في مجال الدبلوماسية وتعزيز مكانة لبنان في الساحل الافريقي ، سعادة الشقيقة ماجدة لك محبتي وتقديري!
نقولا أبو فيصل
