بين سلامة القلب وسلامة العقل .. سلامة فهمك
نقولا ابو فيصل*
يبدو لي أن أقصر طريق إلى الله هو نقاء القلب وحسن الظن بالأخرين، وربما يكون الوصول الى قلب الله أسهل مما نعتقد بكثير اذا تخطينا الخوف الذي يعد سبباً اساسياً لفقدان الانسان للسلام الداخلي ، فالخائف يتصور أموراً ومتاعب ومخاطر لا وجود لها ، خاصة وهو يسعى لفرض إرادته على الاخرين وربما على إرادة الله نفسه ، والملاحظ أن الانسان يضيق صدره عندما لا تسير الأمور بحسب رغبته ، وإن لم يحدث له ما يريد نجده يفقد السلام الداخلي وصفاء القلب ، رغم أن عليه الادراك أن ليس كل ما يطلبه يتحقق وربما يكون عدم تحقيقه هو لمصلحته وهي ارادة الله بالطبع .
ومن سلامة القلب الى سلامة العقل الذي يفقد الانسان سلامه الداخلي ايضاً عند تعقبه ومتابعته لما يراه أخطاء من الناس ، حتى لو لم تكن هذه الأخطاء موجهة اليه ، فهو ربما يرى نفسه مرشداً اجتماعياً أو “قصة كبيرة بالفهم” يريد أن يعيش الناس حسب مشيئته وحسب ما يراه هو مناسباً لمشيئته ومشيئة مشغليه من غسل لعقول الناس بأيدلوجية غريبة عن مجتمعهم وإلا يتضايق …وتكبر القصة وصولاً الى التخوين وإخضاع الاخرين لاختبار في الوطنية
ومن سلامة العقل الى سلامة الفهم عند أهل القرار في بلادنا، نسأل الله أن يريحنا من الظلم اللاحق بشعب لبنان الذي أفقده سلامه الداخلي وجعله يضطرب بسبب التفكير فيما ينقصه وفقد معه القناعة وهي الطريق الوحيد الذي يوصله إلى السلام الذي يضيع كل يوم ربما بسبب الخطيئة أو بسبب الخوف من نتائجها ولا علاج سوى بالتوبة وانسحاق القلب ، وربما فقدنا سلامنا الداخلي ايضاً بسبب رغبتنا في حلول سريعة ولو مؤقتة فالمهم عندنا هو الوصول الى بر الامان مهما كان ذلك مكلفاً ، وإن تأخر الأمر تجدنا نضطرب بينما المطلوب هو القليل من الصبر والكثير من الايمان، وربما انتظار الوقت لكي نصل إلى الحل بلا قلق ،فالمسألة اليوم هي مسألة وقت ونحن في آخر النفق المظلم والخلاص قادم لا محالة .
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع رئيس مجموعة غاردينيا غران دورالاقتصادية