بين الملك آرداشيس والأميرة ساتينيك والادب الارمني……
يروى انه عندما كان الملك آرداشيس الأول يقوم ببناء مدينة آرتاشات عاصمة لبلاد الارمن حوالي (189-160) قبل الميلاد تعرضت بلاده لغزوات من قبل قبائل شركسية غزت جورجيا ايضاً ، وعبرت نهر كورا متجهة نحو أرمينيا ، حشد الأرمن حينها قوات كبيرة لمواجهة الاجتياح لتقع حرب شرسة بين الطرفين هزمت فيها “قبائل الآن ” المهاجمة وتم أسر ابن ملكهم من قبل الأرمن ، حينها اضطر هؤلاء للتراجع واقاموا معسكراً شمال نهر كورا ، ثم بدأت المفاوضات بين الطرفين وقام ملك قبائل الـ آلان بتقديم العروض للملك الأرمني لفك اسر ابنه ، وكان من بين تلك العروض كنوزٌ و اعمالٌ فنية ثمينة وسلام أبدي بين الأمتين، لكن الملك الأرمني رفض كل المطالب ، عندها جاءت شقيقة الأمير الأسير الأميرة ساتينيك إلى ضفة النهر وألقت بواسطة المترجمين خطاباً تقول :” أنا اخاطبك آرداشيس الشجاع انت الذي هزمت أمة الـ آلان الشجاعة تعال وأصغ إلى ابنة الملك أعد الشاب فليس من عادة الأبطال أن يثأروا ، ولا أن يقتلوا أبناء ابطال مثلهم أنت ،وان فعلت هذا صرت عدواً إلى الأبد.
وعند سماعه ذلك نزل آرداشيس إلى ضفة النهر ليرى ساتينيك التي اسره جمالها ، حيث قام فوراً بدعوة سمبات احد قادته العسكريين واعترف له رغبته برؤية ساتينيك ، واعرب عن استعداده لابرام معاهدة سلام مع قبائل الـ آلان وامر القائد العسكري بجلب ساتينيك إليه.. وهو ما قام به القائد الذي بعث برسالة إلى ملك الآلان تتضمن الرد التالي : “يرغب الشجاع آرداشيس أن يعطي عشرات الالاف مقابل تلك العذراء النبيلة ابنة الـ آلان..كما إنه سوف يصعد فوق جواده الأسود ويعبر النهر كالنسر المجنح.. و يقذف بالخاتم الزمردي وبالحبل الأحمر ليشده حول وسط الفتاة ابنة الـ آلان ، ورغم انه سوف يسبب لها شيئاً من الألم لكنه سيعود بها إلى معسكره”.
وهكذا عاشت الأمتان بعدها بسلام ، كما قام آرداشيس باهداء مبالغ من الذهب والجلود الحمراء ذات القيمة العالية بين شعوب القوقاز.. كما وقع الملكان معاهدة سلام بين شعبيهما , وعقد حفل زفاف فخم و رائع.. يذكر المؤرخ موفسيس خوریناتسي بانه خلال الزفاف “هطل مطر ذهبي” على آرداشيس و “حبات اللآلئ” هطلت على ساتينيك.. وانجب آرداشیس من ساتينيك ستة ابناء و هم “آردافاست, فروير, ماجان, زاریه, تیران ودیگران الأول (وهو غير ديكران الكبير) “.. وقد حكم هؤلاء الأبناء واحفادهم أرمينيا بما عرف بالأسرة الأرداشيسية التي ينحدر منها الملك الأرمني ديكران الكبير , وتبقى هذه القصة من ابرز المحطات في الأدب الأرمني القديم الذي يحمل الأرمن الكثير منه حتى اليوم اذ أن اسم آرداشیس و ساتينيك من الاسماء الشائعة جداً بين الأرمن بالإضافة إلى مدينة آرتاشات ما زالت قائمة حتى اليوم في جمهورية أرمينيا و اضيف رمز الأسرة الأرداشيسية على شعار أرمينيا الوطني الذي يمثلها اليوم
بحث نقولا ابو فيصل