جنبلاط للتاريخ… لا رضوخ للنظام السوري
بكلمات بسيطة، ومعبّرة، ردّ رئيس الحزب التقدّمي الإشتراكي على كل مواقف النائب طلال ارسلان الهجومية تجاهه. وقال جنبلاط: “شكرا يا مير كلك ذوق متل العادة. بدك الدروز يموتو بادلب شكرا. ودخيلك منك مجبور لهذه الدرجة بهذا المديح لصاحبك بشار الدكتور. انت ابن ارسلان مبدئيا قبل عصابة هل الاوباش”… هو موقف على قاعدة كل المواقف الجنبلاطية، للتاريخ. وهذا ما اعتاده جنبلاط من عادات دار المختارة، يقول موقفه ولو كان ذلك على حساب التكتيك أو المصلحة أو المراعاة.
هو دقّ للنفير، بهدف التحذير من كلا محاولات الإيقاع بالدروز، سواء في لبنان عبر تطويقهم وتحقيق اختراقات في صفوفهم يستغلها النظام السوري وحلفاؤه في عملية تشكيل الحكومة، او في سوريا، باستخدام النظام لتنظيم داعش في ترهيب الدروز وتخويفهم، إما لتهجيرهم أو لتطويعهم. وأيضاً للتاريخ توجه جنبلاط إلى أبناء جبل العرب بعدم الذهاب إلى الخدمة العسكرية الإلزامية، لان النظام يريد لأبنائهم أن يتورطوا في إدلب، وفي قتل أشقائهم من الشعب السوري.
أصبح ما يجري في سوريا مرتبط بما يجري في لبنان، وهي محاولات النظام المستمرة للعودة إلى تعويم نفسه بالإطلالة على الساحة اللبنانية، إن بالضغط على الحريري أو بفرض شروط عليه في عملية التشكيل، تقتضي تحجيم حصة القوات اللبنانية، واعتماد مبدأ الدخلاء في الساحة الدرزية. وهذا يواجهه الحريري جنبلاط وجعجع بالثبات على الثوابت وبموقف واحد، رافض لتكريس أعراف جديدة، أو لترجيح كفة محور على آخر، لأن المسار السياسي الذي يسير به البعض يهدف إلى العودة إلى حضن النظام السوري، والقفز فوق سياسة النأي بالنفس.
استحضر جنبلاط في إحدى تغريداته وصفه لبشار الأسد بالقرد، وعاد ووصفه مع عصابته بالأوباش، وهذا يعني أن السقف يبلغ مداه، وبأن لا مجال للتراجع، ولا الرضوخ لما يريد النظام السوري تحقيقه. وعلى المقلب الآخر، كان اللقاء بين الرئيس سعد الحريري وسمير جعجع، أيضاً لتثبيت الموقف، وتحصينه، في رفض التطبيع مع النظام والرضوخ لشروط الفريق الآخر في التشكيل، إذ أن جعجع أراد التأكيد للحريري بأنه يؤيد موقفه الذي رفع فيه اللاءات الثلاث، لا لحكومة اكثرية، ولا لأعراف جديدة، ولا لزيارة سوريا.
ربيع سرجون – الانباء