بلال الحشيمي نناقش موازنة لقيطة لا اب لها
قال النائب الدكتور بلال الحشيمي في كلمته في الجلسة التشريعية اننا نناقشُ اليومَ موازنةً لقيطةً، فلا حكومةَ تدافعُ عنها، لأنّنا أمامَ حكومةِ تصريفِ أعمالٍ، تقدمُ لنا سيناريوهاتٍ، ولا تقدم خطةً أو مشروعاً تتحمل مسؤوليتَهُ، وحتى لجنةُ المالِ والموازنةِ لم تخرجْ بعدَ أشهرٍ منَ المناقشاتِ…. بموازنةٍ تتبناها،….. بل كان تقريرُها تبرّءً منَ الموازنةِ ليتهُ كانَ كتبرّؤِ الذئبِ من دمِ يوسفَ.
مَنْ هو أبو هذه الموازنةِ يا دولةَ الرئيسِ؟ مَنْ نناقشُ؟ لمنْ نقولُ إنَّ الموازنةً لا تفتحُ باباً للحلِّ ولا تخطو بنا خطوةً واحدةً نحو التخفيفِ عن الناسِ أو الخروجِ من الأزمةِ…….؟
إذا كانت الإداراتُ العامّةُ لا تستطيعُ العيشَ من دونِ مضاعفةِ اعتماداتِ القرطاسيّةِ أحدَ عشرَ مرَّةً والمطبوعاتِ اثنتيْ عشرَة ضعفاً، كيف تتوقعونَ من المواطنِ أن يعيشَ ببدلاتِ نقلٍ ومساعداتٍ اجتماعيةٍ أشبهَ بالصّدقاتِ، بعدَ أنْ انْخفضَ دخلَهُ الحقيقيُّ بـ 95 في المئة، نتيجةً لانهيارِ سعرِ الصرفِ؟
ولا أتحدثُ هنا فقط عن موظفي الدّولةِ، بلْ عنْ كلِّ الموظفينَ في هذا البلدِ، والذين ترتبط حياتُهم وأجورُهم بسياساتِ الدولةِ الاقتصاديةِ،
لنأخذ مثالاً الجامعةَ اللبنانيّة، عروسَ التّعليمِ العالي في لبنان وواقعَهَا اليوم، من بابِ أنّكم إذا أردتم النهوضَ فابدؤوا بالتّربيةِ، واذا اردتمُ انحلالَ البلدِ، فابدؤوا بخرابِ القطاعِ التربوي؛
رواتبٌ تكادُ لا تكفي النَّقلَ مِنْ وإلى الجامعةِ،…..
لا يوجدُ مساعداتٌ اجتماعيةٌ، لا بدَلَ نقلٍ.
موازنةُ صندوقِ تعاضُدٍ تكادُ لا تكفي المساعداتِ المدرسيّةِ.
ماذا يعني أستاذٌ جامعيٌّ دونَ ضمان؟
أيُّ مُقوِّماتٍ لاستمراريةِ التَّعليمِ، دونَ كهرباءٍ ولا ماءٍ ولا لوازمَ ولا تدفئة ولا صيانة ولا مختبرات ولا ادوات ولا مواد…..
معَ أجر استاذٍ لا يتعدَّى الدّولارين للساعة حاليا ومدرِّبٍ أجرُهُ دولارٌ واحدٌ وربَّما يصبحُ أقل بعد أيامٍ فهذا يعني لا تعليم عام جامعي لهذا العام.
هذا يعني التَّجهيلَ والتَّجاهلَ وتداعياتهما على الانفلاتِ الاجتماعيِّ المدمِّرِ، وانتم تتحمَّلونَ مسؤوليّةَ هذا الانهيارِ بغيابِ رؤيةٍ علاجيَّةٍ لهذا الواقعِ بعيداً عنِ الشَّعبويّة.
هذا مثالٌ عن المؤسّسةِ الّتي كانتِ الطّبقةُ الوسطى َمنها، والَّتي أعدمَ اهلُها، فما بالُكُم الحالُ بموظَّفي المؤسَّساتِ الحكوميَّةِ الأخرى الَّتي لم تتطرَّقِ الموازنَةُ إلى معالجتِها.
هذه الموازنةُ تعيشُ في انفصالٍ عنِ الواقعِ حين يتعلقُ الأمرُ بالأجورِ، ثم تعودُ للاتصالِ بالواقعِ حين يتعلقُ الأمرُ بالمصاريفِ الإداريةِ.
حياةُ الناسِ يا دولةَ الرئيسِ أجدرُ بأن تكونَ متصلةً بالواقعِ.
أولويتُنا ليست أن نجنّبَ البلدَ الفراغَ، فالفراغُ قائمٌ في معظم ادارات الدولة.
فمنذُ اندلاعِ ثورةِ 17 تشرين، لم نخطُ خطوةً واحدةً لإخراجِ البلادِ مِنَ الأزمةِ، بل دخلْنا في دوّامةِ التعثّرِ والتوقفِ عن السدادِ، فانقطعتْ خطوطُ التمويلِ الخارجيِّ عنِ الماليةِ العامةِ وعنِ الاقتصادِ بشكلٍ عام.
لذلك، أولويتُنا اليومَ ان ُنعيدُ الانتظامِ إلى عملِ المؤسساتِ الآخذةِ في التفكك.
والعملُ الحثيثُ وتحمّلُ المسؤوليَّاتِ، لاتِّخاذِ خطواتٍ على طريقِ تخفيفِ المعاناةِ والأعباءِ عنِ المواطنِ، وهذا على حسبِ معرفتي، هو السَّببُ الّذي لأجلهِ انتخبَنَا النَّاسُ، ووضعوا أسماءَنَا في الصّناديقِ تفويضاً وثقةً.
لنْ أطيلَ عليكُم كثيراً، لقد جئتُ منَ البقاعِ المحرومِ منْ أبسطِ مقوِّماتِ وأسبابِ العيشِ…… كما هو حالُ عكار والضنية الجريحة……..
جئتُ لأكونَ صوتَ البقاعيّين (كل البقاعيّين) الذينَ يحلمونَ منذُ زمنٍ بعيدٍ بدولةٍ تهتمُّ بشؤونهِم وترعى مصالحَهُمْ…
شكراً دولة الرئيس