كتب نقولا ابو فيصل “بين صليب من خشب …وإيمان من ذهب”
تقول الروسية تاتيانا ألكسييفا “كان لدى المسيح صليب من خشب وقلب من ذهب , أما في أيامنا فأنه لدى الكثيرين من خدامه صلبان من ذهب وقلوب من خشب” , ومن قلب موسكو يروي الصديق رودريك خوري قنصل لبنان في روسيا على صفحته ان أحد اصدقائه من الرهبان الروس لا يضع على صدره الا صليباً من خشب بسيطاً جداً ، رغم امتلاكه العديد من الصلبان الذهبية والفضية الرائعة ، وحين سأله عن السبب اجابه : “أن الرب يسوع كان يحمل صليباً من خشب فمن أكون أنا لأحمل صليباً من ذهب؟ “
ولعل من أهم قواعد تحقق السلام الداخلي للانسان هو التواضع والإيمان بعظمة الله وبأن كل شيء زائل ، وأن ما زال من أمامه هو بالأحرى زال عنه ، وأن كل ما ضاع منه لم يكن له في الأصل ، وقد اعجبني جداً مساندة رجال الكنيسة لابنائهم في هذه الازمنة الصعبة التي تمر بها البلاد ، حيث لا عبارات تكفي لتوصيف خطورة الازمة على المجتمع ، حيث صار الجوع كافراً لا يرحم ، والهم سيفاً يقتل بلا حرب ، والحقد في القلوب ناراً تشتعل بدون دخان ، والشماتة بالمصائب نقصاً في الفهم بين الناس ، والتشاؤم ضعفاً في الايمان الذي سكن في قلوب الكثيرين مكان الفرح والامل وتغلغل في أعماقهم ، واستطاع أن يغير حياتهم ونظرتهم للحياة وأن يعدَّل من سلوكهم فيما بينهم ومع الله .
يقول البابا فرنسيس :”تدعونا الكنيسة اليوم لنتأمّل في صليب الرب ، أن التأمل في الصليب بالنسبة لنا نحن المسيحيين هو التأمّل في علامة فشل وإنما في علامة انتصار في الوقت عينه” . “النفس التي تخطئ هي التي تموت والابن لا يحمل من إثم والده والأب لا يحمل من إثم الإبن، بِر البار عليه يكون وشر شرير عليه يكون”
(سفر حزقيال : ١٨ – ٢٠) ونحن اذ نؤمن بأن المسيح هو الوحيد الذي لم يعرف الخطيئة رغم أنه دفع ثمن خطايا العالم على الصليب ومن ضمنها خطاياي ، أدعوكم للتأمل معي في هذا الصليب أمامكم حيث أجد فيه محبة الانسان للرب الاله الخالق ، ومحبته لأخيه الانسان على هذه الأرض ، وفيه يتجسد يسوع المسيح الاله الذي غلب الموت وحده ، بالصليب تكون قوة الله معنا كما يقول القديس بولس الرسول ” كلمة الصليب عند الهالكين جهاله أما عندنا نحن المخلصين فهى قوة الله “