كتب نقولا أبو فيصل “زواج المؤامرة عند الارمن”!
“من كتاب “أرمينيا موت وحياة تتجدد
Armenia death and life renewe
انتشرت في القديم عادات غريبة بين شعوب القوقاز بما في ذلك بين الأرمن ومنها «زواج المؤامرة», حيث كان الاهل يطلقون على الفتيات الصغيرات والرضع وحتى اللواتي لم يولدن بعد صفة «مخطوبة» وذلك تعبيراً عن رغبتهم في زواج اولادهم من بعضهم في المستقبل، وهكذا كان الاهل يقومون بإجراء الاتفاق فيما بينهم عبر تعليق قطعة من الفضة أو الذهب على سرير الفتاة ، بدورها الكنيسة الارمنية عمدت الى رفض هذا التقليد والتحذير منه ، وأصرت على أنه لا أحد يملك الحق في تقرير زواج الأطفال من بعضهم دون موافقتهم ، وإذا أراد الأطفال عند بلوغهم سن الرشد فعل ذلك فهم اصحاب القرار في تكوين عائلات مع أشخاص آخرين ولا يجب إعاقتهم ، وعممت الكنيسة أن كل كاهن يقوم بإجراء مثل هذا الزفاف يعاقب .
ورغم مقاومة الارمن آنذاك لفكرة عدم تقبّل الكنيسة منع هذا الزواج ، لكن تقاليد «مخطوبة» بدأت تفقد شعبيتها بحلول نهاية القرن العشرين حتى اختفت تماماً من الكنيسة ، ولا يزال زواج المؤامرة كتقليد زفاف أرميني موجودًا حتى اليوم إنما للفتيات الكبار نسبياً ، حيث يتم اختيار والدة العريس الأرميني للعروس حتى لو لم يكن العريس قد وقع في حبها ، ويتم ذلك بالتشاور بين والدة العروس التي تقوم بدورها بالتشاور مع زوجها وإخوتها وأقاربها ، وفي هذه الاثناء تكون والدة العريس قد جمعت جميع المعلومات عن العروس وأسرتها ، ومن الصفات الإيجابية للعروس قدرة تمكنها من العمل الشاق وتمتعها بصحة جيدة ، تواضعها ، مستواها العلمي ان وجد ، ولم يكن المظهر الخارجي للعروس يلعب دوراً كبيراً في إتمام الصفقة ، الشيء الرئيسي هو أن تكون زوجة صالحة ، وغالباً ما كان الارمن يحكمون على شخصية العروس من خلال شخصية والدتها ، وكما هي الأم اليوم ، هكذا سوف تكون ابنتها في المستقبل ، ولا زالت الافراح في دياركم عامرة
بحث نقولا ابو فيصل ✍️