“كرتونة” بيد شابٍّ تختصر وطناً
نادر حجاز – موقع mtv
“وبعدين… لوين”… هي صرخة شاب لبناني، ضاقت به سبل الحياة فنزل الى شوارع عاصمته حاملا “كرتونة” كتب عليها وجعه قائلا: “انا لبناني عندي اولاد بدي عيش، هذا البلد ليس لنا عمل فيه، فقط للسوريين وغيرهم… وبعدين… لوين”.
هو سؤال يشبه الى حدٍّ بعيد قلق الناس اليومي وهم يلهثون خلف لقمة عيشهم وقوت اولادهم، فلا هم عادوا ابناء الارض ولا رعايا دولة صالحة، ولا حتى قطيع طائفي او حزبي قابل للحياة، ففيما كان السياسيون يتسابقون على ضرب آخر ما تبقّى من مقومات الحياة في هذا البلد، كان اللبنانيون يخسرون الكثير الكثير من عزتهم وكرامتهم.البلد ليس بخير، ولا اهله، فهؤلاء الذين يبحثون عن سبب يربطهم بانتمائهم الوطني تحوّلوا الى “كومبارس” في مسرحية ساخرة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، فيكاد الشعب اللبناني يتفوّق على ابطال الكوميديا في سخريّته المستمرة من واقعه، معلناً عجزه عن تغيير الواقع المرّ الذي يعيشه.وما هذا الشاب الذي حمل وجعه على “كرتونة” قرب إشارة جسر الكولا في بيروت، الا واحداً ممّن صرخوا، لكنّ الكثير غيره ممّن يتألّمون بصمتٍ خلف جوع الزمن الصعب.فكم يحتاج هذا البلد من معجزة ليعود وطناً، وكم يحتاج لصدقٍ وحبٍّ ليعرف كيف يكون وطناً.