كتب نقولا ابو فيصل “بين الأزل والأبد والروح التي لا تموت” !
الأزل هو الماضي البعيد الذي لا نهاية له ، والابد هو المستقبل البعيد الذي لا نهاية له ايضاً ، اي التناهي في الماضي والتناهي في المستقبل….. والأبدي لا نهاية له والأزلي لا بداية له ، أما السرمدي هو اللا بداية واللا نهاية ما لا بداية له ولا نهاية له ، وهكذا يكون الأزلي هو ما لا نهاية له في أوله أي لا احد يعرف وقت بدئه أما الأبدي فهو ما لا نهاية له في آخره !
وبين الأزل والأبد تركض ارواحنا ، وفى نقطة ما تتعثر فى الجسد وتتحد به ،ثم تلفظه لتعود حرة بعد ان حملت بعضاً من اوزاره المرة ، واذا كانت الارواح تسكن السماء حيث لا موت ولا انتهاءَ ٌ بين الأزل والأبد فأن نصف الانسان الذي يتعذبُ على الارض سوف يلتقي مع نصفه الاخر الذي يتجدد هناك ،لذا لا داعي للهروب من عذابات الارض وعلى الانسان أن يدع الامه تتعذب ، فالروحُ التي تسكنُ السماء سوف تشفيه منها عندما تتوحد وقت ارتقاء الروح…
ويمر الانسان في أحوال ثلاثة وهي :الحالة التي لم يكن فيها شيئاً وهي ما قبل وجوده إلى الأزل والحالة التي لا يكون فيها مشاهداً للدنيا وهي ما بعد موته إلى الأبد، والحالة المتوسطة بين الأبد والأزل وهي أيام حياته في الدنيا ، لذا عليه أن ينظر إلى مقدار طول هذه الحياة ومقارنتها مع طرفي الأزل والأبد حتى يعلم أنها أقل من محطة قصيرة جداً في سفر بعيد, وتبقى العظمة انه رغم صغر حجم الانسان الذي لا يكاد يشكل نقطة صغيرة بين الأزل والأبد فأنه اذا كان الله في عقله فأنه سوف يكون حتماً في قلب الله!