كتب نقولا ابو فيصل “بين الرحمة والنعمة”!
كثيراً ما يتم الخلط بين الرحمة والنعمة! الكلمتان تحملان معاني متشابهة، إلا أن الرحمة والنعمة ليستا الشيء نفسه. الاختلاف باختصار على الشكل التالي:الرحمة هي ألا يعاقبنا الله بحسب إستحقاق خطايانا، والنعمة هي أن يباركنا الله بغض النظر عن حقيقة كوننا غير مستحقين. الرحمة هي الخلاص من الدينونة. والنعمة هي تقديم الخير لمن لا يستحقه.
بحسب ما جاء في الكتاب المقدس،
لقد أخطأنا جميعنا (جامعة 7: 20؛ رومية 3: 2)نتيجة تلك الخطية، كلنا مستحقين الموت (رومية 6: 23) والدينونة الأبدية في بحيرة النار (رؤيا 20: 12-15). في ضوء هذا الحق فإن كل يوم يمر علينا في هذه الحياة هو تعبير عن رحمة الله لنا. لو أعطانا الله كل ما نستحقه، لكنا جميعاً الآن تحت الدينونة للآبد. يصرخ داود في مزمور 51: 1-2 “إرحمنى يا الله، اِرْحَمْنِي يَا اللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ. اغْسِلْنِي كَثِيراً مِنْ إِثْمِي وَمِنْ خَطِيَّتِي طَهِّرْنِي”.إن التضرع إلى الله طلباً للرحمة يعني أن نطلب منه إيقاف الدينونة التي نستحقها ومنحنا بدلاً منها الغفران الذي لا نستحقه بأي شكل من الأشكال.
*كاتب وباحث ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع
