بين الفقراء الجدد في لبنان …والشعب العنيد!
في ظل غياب معلومات دقيقة عن التغيرات الحاصلة في مستويات الدخل الجديدة في لبنان ، ولتكوين صورة واضحة عن أوضاع اللبنانيين في ضوء تفشي ظاهرة الفقر في البلاد ، حيث يرجح أن تمركز الفقراء الجدد هو في المدن الكبرى مثل بيروت وطرابلس وغيرها اكثر من تمركزهم في الريف اللبناني ، إذ ان الازمة المالية والاقتصادية القت بظلالها على الوضع الاجتماعي برمته ، كما تسبب الانهيار المأساوي للعملة الوطنية في اقفال الاَف المؤسسات التجارية والحرفية والسياحية والاعلامية المتمركزة بغالبيتها في المدن ، وقد تكون المؤسسات الصناعية هي الناجية الوحيدة حالياً بسبب الحاجة اليها ، والطلب المتزايد على منتجاتها في ظل الارتفاع الكبير في اسعار السلع المستوردة ، على ان ضعف النشاط الاقتصادي في المدن أدى بين ليلة وضحاها إلى حرمان العديد من اصحاب المداخيل المحدودة والأكثر إحتياجاً من كسب رزقهم وقد يتسبب ذلك في اي وقت في انفجار سكاني .
وتماشياً مع ذلك تشير الاحصاءات الاولية الى ان نسبة الفقراء الجدد في لبنان تجاوزت 80% من مجمل سكان لبنان وخاصة في مدينة طرابلس وأهلها الطيبين ، إلا أن هذا لا يعني عدم تأثر سكان القرى والارياف من هول هذه العاصفة الاقتصادية ، ومع مرور الوقت ربما سوف نشهد كوارث اجتماعية المناطق التي تعد في الاساس من المناطق الأكثر فقراً ، ومن وجهة نظري فأن تدهور الظروف المعيشة والحياتية في هذه المناطق يعود بالاساس الى اعتمادهم على الزراعة وبعض المهن الحرفية الخفيفة نظراً لانعدام التغذية في التيار الكهربائي في هذه المناطق ، فضلاً عن الارتفاع الجنوني في اسعار المشتقات النفطية أثرت بقوة على الأنشطة الزراعية وغير الزراعية وعلى الوصول إلى الأسواق في المدن .
ومن المرجح أن يواجه فقراء القرى والارياف خسائر كبيرة في مداخيلهم بسبب عدم قدرتهم على تصريف منتجاتهم الزراعية بسبب المقاطعة الاقتصادية للمنتجات اللبنانية الصناعية والزراعية من قبل بعض دول الخليج العربي ، ويواجه اللبنانيون في الارياف والمدن اللبنانية تحديات خطيرة بسبب النزوح السوري والتدفق الهائل الى لبنان بسبب الازمة الاقتصادية في سوريا ، اشارة الى أن بلدة برلياس في قضاء زحلة يبلغ عدد سكانها الاصليين 40 الفاً ويعيش فيها 200 الف نازح سوري مما يجعل هذه المآسي مجتمعة تساهم في تعميق الفقر في لبنان واتساع نطاقه ، ومن المرجح أن يقع الفقراء الجدد في براثن الفقر لسنوات طويلة
بحث نقولا ابو فيصل