نقولا أبو فيصل تخطّى الرّوتين ليحلّق في عالم الإبداع اللّامحدود
كتبت سهى نخلة “نقولا أبو فيصل تخطّى الرّوتين ليحلّق في عالم الإبداع اللّامحدود”
رجل أعمال وصناعيّ لبنانيّ ولد في بلدة كفرزبد، تناسى في البدايات حلم الوصول للنّجاح، ولكنّه في النّهاية لمع نجمه في سماء الوطن وخارج حدوده محقّقًا ما كان يصبو إليه وغدا رائدًا في عالم الأعمال . درس الحقوق في الجامعة اللّبنانية عام ١٩٨٧ ، عمل مدرّساً لاربع سنوات في الكلية الشرقية -زحلة . ولتشجيع شغفه بريادة الأعمال أسّس شركة غاردينيا غران دور عام ١٩٨٩ .إحتلّت الأسرة مركز الصّدارة في حياته، له ثلاثة اولاد ؛ السا ، ماري جو وأنطوان . يشغل حاليًّا منصب الرّئيس التّنفيذي للشّركة اللّبنانيّة للصّناعات الغذائيّة الحديثة ش.م.ل ، ويشرف على نموّها حتى أصبحت المورد الاساسي لاكبر شبكات التوزيع والمطاعم اللبنانية حول العالم .
قبيل الازمة الاقتصادية في العام ٢٠١٤ ، حمّل الجَمل بما حمل بعد أن أيقن الانهيار الحتمي للنظام المصرفي اللبناني وقام بتوسيع أعماله الزراعية في أرمينيا من خلال إنشاء مزارع غاردينيا اللّبنانيّة في مقاطعتي كوتايك وتافوش الأرمنيّة عبر زراعة ما يفوق الماية الف شجرة من اشجار الجوز والبيكان والكستناء والصنوبر اللبناني، أضافة الى مشاريع عمرانية وبناء قرية لبنانية في التلال المحاذية للعاصمة يريفان ، والتي وضع مطارنة زحلة انطونيوس الصوري وابراهيم ابراهيم حجر الاساس لبنائها، وبذلك لم يكتف بما وصل إليه بل سعى جاهدًا بدون كللٍ أو مللٍ وبكلّ عزمٍ وإرادةٍ مشبّعًا بالطّموح والرّغبة الجامحة لتخطّي الواقع الرّوتينيّ وكسر قيود المحدوديّة . وقد أظهرت خطوته الفريدة والجريئة الّتي دفعته للتّغريد والتّحليق خارج بلاده وبعيدًا عن أهله ، التزامه بالتّنمية الزّراعيّة .
تميّز الصّناعي الأستاذ نقولا ابو فيصل بصفاته القياديّة ، تولّى بالتذكية منصب رئيس تجمع الصناعيين في البقاع منذ العام ٢٠١٩ ، ممّا ساهم في النّهوض بالقطاع الصّناعي في المنطقة .
يتمتّع هذا الرّجل العصاميّ بطاقةٍ إيجابيّةٍ دفعته للثّورة على ذاته الخاضعة للواقع الروتينيّ المعاش وأيقظت فيه روح التّجدّد والإبتكار والخروج من شرنقة الخوف من المجهول وعدم القدرة على الولوج في عالم المغامرات بإقدامٍ وحكمةٍ واندفاع . هذه الطّاقة الإيجابيّة الّتي استمدّها من الإيمان بالله وروح الشّركة والمشاركة للخيرات التي منحها له الرب كما يقول ، تجلّت أيضًا في تأسيسه غاردينيا شارتي فونديشن للاعمال الخيرية في العام ٢٠١٨ وهذا أوضح التزامه إجتماعيًّا وإنسانيًّا وقد نتج عن هذا الإلتزام الانفتاح على الآخر والرّغبة في التّغيير والهروب من حلقة القوقعة المغلقة الّتي تجعل الإنسان أسير الفشل ، كما قام بتشييد كنيسة القديس نيقولاوس ضمن حرم مجموعة غاردينيا غران دور الاقتصادية في زحلة ، ومزار وتمثال القديس شربل على التلال المشرفة على العاصمة الارمينية يريفان .
كل هذه الإيجابيّات لا يتمتّع بها إلّا المبدعون المتألّقون الذين يصطادون لحظات النّجاح . فهو خارج قاعة الإجتماعات رجلٌ يعشق الموسيقى ، خاصّةً العود ، ويطلق العنان لأقكاره وكتاباته الّتي تضفي على شخصيّته طابعًا حيويًّا يميّزه عن باقي رجال الأعمال الّذين اكتفوا بالجلوس خلف مكاتبهم . من مؤلّفاته الّتي تشكّل منفذًا إبداعيًّا ودليلًا على مواهبه المتنوّعة ، كتاب “عن لبنان لماذا أكتب؟” في ستة أجزاء وأيضًا كتاب “ارمينيا موت وحياة تتجدد” قيد الطباعة في نسختيه العربية والانكليزية وكتاب”نجاحات وابتكارات حول العالم” في نسختيه العربية والانكليزية ، والّذي يتوجّه من خلاله لشبيبة اليوم ويحثّهم على إحداث ثورة حياة على كل ما يجعل الإنسان ضحيّة الاستهلاك لا الإنتاج ، ضحيّة الكسل النّاجم عن البرمجة المقصودة وأسير الفشل والمحدوديّة .
كم نحن في هذا الوطن بحاجةٍ لأناسٍ أمثال رجل الأعمال والصّناعيّ والكاتب الوقور الأستاذ نقولا أبو فيصل ! ويا ليت شبيبة لبنان تحذو حذوه وتسعى لتخطّي الواقع الصّعب المعاش وإحداث ثورة تنطلق من الذّات الخاضعة للأمر الواقع وللرّوتين الممل ! وهكذا ينهض لبنان بنهوض شبيبته من غفوة المحدوديّة والإستسلام
سهى نخله
منبر زحلة الثقافي والاجتماعي