كتب نقولا أبو فيصل “بين النجاسة والقداسة وشعب لبنان الطيب”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
مما لا شك فيه أن ميلاد ربّنا يسوع المسيح شّكل بحد ذاته الحدّ الفاصل بين الظلمة والنور ، بين الخير والشرّ ، بين جهنّم والسماء بين العهد القديم والعهد الجديد ،بين الحياة الأبدية والموت الأبدي وبين النجاسة والقداسة ، وعليه سوف يظل إيماننا ساطعاً وقاطعاً بهذا الحد الفاصل , ولن نخاف ولن نتردد لأن مجد الرب آتٍ ،وسوف يملأ الحب الاوطان ويمحو الظلمة بعد تبعثر البشر بين الدين والمذهب والعشيرة والاحزاب، وبعد أن أصبحت الوطنية مجرد أغنية ونشيد وشعارٍ أجوف ،أو سُلمٍ لاعتلاء كراسي السلطة ليس إلا! وفي المسيحية أطلق الرب يسوع كلمة النجاسة على الخطيئة عمومًا ، وهذا لا ينطبق فقط على خطايا الزنا والقتل، بل يضم خطايا الفم واللسان أيضًا. يضيف الرب”ليس ما يدخل الفم ينجس الإنسان، بل ما يخرج من الفم هذا ينجس الإنسان”(متى 15: 11)
وتشمل النجاسة كل أنواع الخطايا، وكل نشاط أو فكر أو كلمة أو فعل لا يتوافق مع إرادة الله لحياتنا “فَاللهُ لَمْ يَدْعُنَا إلَى حَيَاةِ النَّجَاسَةِ، بَلْ إلَى حَيَاةِ القَدَاسَةِ”(تسالونيكي الأولى 4: 7)وهي الحالة الطبيعية للبشر لقد ولدنا جميعًا خطاة نجسين (مزمور 51: 5؛ رومية 3: 23)، ويجب أن نتطهر إذا أردنا أن نرى الله فلا أحد كامل إلا الله “فَاعلَمُوا يَقِينًا أنَّهُ مَا مِنْ زَانٍ أوْ نَجِسٍ، أوْ فَاسِقٍ . يُمْكِنُ أنْ يَكُونَ لَهُ نَصِيبٌ فِي مَلَكُوتِ المَسِيحِ (أفسس 5: 5؛ ) ونحن بحاجة إلى رحمة الله ونعمته لتطهيرنا من النجاسات نحن بحاجة إلى لمسة يسوع وعطية بره (كورنثوس الأولى 1: 30).
والقداسة عند البشر تكون بحسن الصلاة والعبادة والابتعاد عن كل ما هو دنس.وعليه تنطبق هذه الكلمة على ما هو طاهر ونقي وكل ما هو مرتبط باللّٰه ومخصَّص لعبادته ، والذي يُعتبَر مقدساً مثلاً، اماكن مقدسة: قال اللّٰه لموسى قرب العليقة المشتعلة: “المكان الذي انت واقف فيه ارض مقدسة ومناسبات مقدسة: قديماً، ويوصي اللّٰه شعبه”كونوا قدوسين، لأني قدوس” (١ بطرس ١:١٦) وبالطبع بلغ العديد من الرهبان اللبنانيين درجات في القداسة وسجلت الكنيسة تطويب العديد من الطوباويين والقديسيين على مثال القديس شربل ورفقا والحرديني واسطفان الدويهي بعد أن حققوا مقياس اللّٰه الكامل للقداسة.”فمَن يطيع كلام الله يعتبره مقدسا ومقبولا عنده”. (روما ١٢:١) بعد أن يعرب عن القداسة بالقول والعمل . وهكذا فأن الشعب مدعو الى القداسة بإتباع نصيحة الكتاب المقدس ان يكون “قدوساً في كل سلوكه” بما في ذلك “الامتناع عن العهارة “(بطرس ١:١٥؛ ١ )
نقولا أبو فيصل