النائب جنبلاط زار َمعوّض.. أبو فاعور: لسنا في موقع التخلّي عن بعضنا بل النقاش المشترك للوصول إلى حلّ
زار رئيس كتلة “اللقاء الديمقراطي”، النائب تيمور جنبلاط، النائب ميشال معوّض في دارته في بعبدا على رأس وفدٍ ضمّ النواب وائل أبو فاعور، بلال عبدالله، وفيصل الصايغ، وأمين السرّ العام في الحزب التقدمي الإشتراكي ظافر ناصر، ومستشار النائب جنبلاط حسام حرب، حيث جرى البحث في المستجدات السياسية والاستحقاق الرئاسي.
وعقب اللقاء، أشار أبو فاعور إلى أنَّ، “زيارتنا اليوم إلى النائب ميشال معوّض تأكيدٌ على أنَّ علاقتنا كحزب مع هذا البيت ليست بجديدة، بل هي علاقة تاريخية قامت وتقوم على أسس الاحترام والقناعات المُشتركة”.
وأضاف: “هذا البيت الذي قدّم رئيساً للجمهورية شهيداً لأجل لبنان ولأجل الطائف، وهو الشهيد رينيه معوّض. والعلاقة أيضاً تعود إلى نضالات مشتركة في 14 آذار خضناها سوياً مع السيدة نايلة معوّض والصديق النائب ميشال معوّض، وهي علاقة نتمسّك بها ونحرص عليها أشدّ الحرص”.
وفي موضوع الرئاسة، أكّدَ أبو فاعور، “لقد مشينا هذا المسار سوياً مع معوّض على قناعات مشتركة وراسخة، وأقانيم ثابتة، هي السيادة والإصلاح والوحدة الوطنية والمتمثلة بالحرص على الشراكة الوطنية وفق اتفاق الطائف”.
وأضاف: “منذ اليوم الأول لاستحقاق رئاسة الجمهورية لم نرشّح ميشال معوّض كشخص، إنما لتمتّعه بالمواصفات المطلوبة، وأردنا أن نقدّم عبر ترشيحه نموذجاً لشخصيّته لما نرى أنّه يمكن أن يقدّم أملاً جديداً للشباب اللّبناني”، لافتاً إلى أنّنا “خضنا هذا الاستحقاق بجدارة واحترام، ووصلنا إلى مكان أفضل عبر حشد مزيد من الأصوات، ولكن كان واضحاً منذ بداية خوض هذا الاستحقاق المشترك بأنّنا نسعى لإقناع البعض بهذا الترشيح، والبعض اقتنع، ولكننا اتفقنا منذ الأساس على أنّ المسألة هي مسألة وقت، ونبحث عمّا يمكن أن يقود الأمور قُدماً، وبالحد الأدنى، لإعادة ترميم بنية السلطة في لبنان عبر انتخاب رئيس جامع للجمهورية يوحي بالأمل والثقة، ويستطيع أن يعيد مصالحة لبنان مع الدول العربية والعالم أجمع، بعدما تضرّرت علاقاتنا نتيجة السياسات السابقة التي حصلت في الست سنوات الماضية”.
وأكّد أبو فاعور أنَّ “الزيارة اليوم للتشاور، وللتأكيد على أنَّ ما تمّ نسجه في بعض الوسائل الإعلامية وبعض الأوساط السياسية بأنّنا ندير ظهرنا لمعوّض أمر غير صحيح، ولسنا في موقع التخلّي عن بعضنا البعض، بل في موقع النقاش المشترك للبحث عن حلّ، والحلّ يحتاج إلى فريقين، وحاجة الفريق الآخر إلى إبداء المرونة، والانفتاح على الخيارات والذي يبدو حتى اللحظة أنّه غير متوّفر”.
ولفتَ أبو فاعور إلى أنّ “رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، سعى ويسعى في طَرقِ كلّ الأبواب، وفتح تلك الموصدة بين القوى السياسية، وقمنا بخطوات تجاه الجميع، بالتنسيق والتشاور للبحث عن حلّ، علماً أنّه حتى اللحظة لا تبدو الأمور واعدة”.
ورداً على سؤال، قال أبو فاعور: “أعلنّا من الأساس أنّ معوّض هو مرشّحنا، ونسعى معه لتسوية. ونحن لا نوافق على أنّه مرشّح تحدٍ، بل بالنسبة لنا هو مرشّح وفاق، وكنا نتمنى على بعض الكتل الأخرى دعمه، علماً أنّه ليس لدينا أي مرشّح آخر، ولكننا نبحث عن حلّ بالتشاور مع كلّ القوى السياسية لأنّ أي تأخير يحمّل المواطن مزيداً من الأعباء المعيشية والاقتصادية والاجتماعية التي وصلت، أو تجاوزت، حدود البؤس”.
وفي سياقٍ آخر، أكَّد أبو فاعور أنَّنا، “نسعى لأنّ الوضع لا يحتمل، والمواطن اللبناني معني بأن يكون هناك رئيس للجمهورية، وحكومة جديدة تعمل على برنامج اقتصادي واجتماعي، علماً أنّنا نحتاج إلى أشهر للخروج من المأزق الاقتصادي الذي نعيشه”.
وأضاف: “يجب أن لا يُساء الظنّ، ولا يساء الحكم، على ما يقوم به جنبلاط، إذ إنَّ الأخير لا يسعى إلى تسوية منفردة ولا ثنائية مع أحد، بل لتفاهم على رئيس، وليس أيّ رئيس، كي لا نكرّر التجارب السابقة وتتعمّق أزماتنا أكثر، لذا نريد رئيساً جامعاً، إصلاحياً، وسيادياً، وسنكمل بهذا المسعى بالتوافق مع شركائنا”.
ورداً على سؤال حول لقاء جنبلاط بالرئيس نبيه برّي، قالَ أبو فاعور: “الرئيس برّي يسعى مثلنا، ويريد الوصول إلى حلّ، ولكن القرار يريد إجماعاً وموقفاً، وهناك إرباكات واضحة لدى الفريق الآخر تعيد فتح باب النقاش الفعلي، ونحن على ثوابتنا ويدنا ممدودة، علماً أنّ الخارج يريد رئيساً موثوقاً وبنية حكم موثوقة، وهناك خريطة طريق دولية واضحة”.
بدوره، أشارَ النائب ميشال معوّض إلى أنَّ، “هذا الاجتماع ضروري لرفع مستوى التنسيق وللتوافق على خريطة طريق للمستقبل، وترشيحي عنوان لخارطة طريق أساسها لبننة هذا الاستحقاق”.
وأضاف: “أنا مستعدّ لخوض معركة أي شخص يريح اللبنانيين ضمن المشروع الذي لا يمكن أن نساوم عليه، لانَّ الأساس هو المشروع وليس الشخص، لأننا بحاجة إلى رئيس جمهورية قادر على خوض هذه المعركة ضمن هذا المشروع”.
ولفتَ معوّض إلى أنّنا “لن نسمح لأحد تكرار تجربة 2014، ولن نقبل بأي رئيس للجمهورية يشكّل امتداداً للواقع الحالي، إنّما يجب أن نخوض هذه المعركة سوياً مع جميع قوى المعارضة، ولا أحد يريد الدخول بتسوية منفردة”.
ووجّه معوّض التحية إلى “(عناصر) الجيش والدفاع المدني والصليب الأحمر الذين تطوّعوا في عمليّات الإنقاذ، وهم يمثّلون وجه لبنان الحقيقي، خصوصاً وأنّنا اليوم أمام كارثة إنسانية والمطلوب تضافر الجهود”.