كتب نقولا أبو فيصل “بيبسي كولا من غرفة في صيدلية الى العالمية”
تحتل شركة بيبسي المرتبة 21 في قائمة أفضل 500 شركة في الولايات المتحدة ، بعد أن كانت قد حصلت في العام 1903 على ملكية الاسم التجاري في مكتب تسجيل العلامات التجارية ، وتمتلك حالياً شبكات توزيع وفرانشيز في اكثر من 195 بلداً حول العالم ، كما تمتلك شبكات مطاعم بيتزاهت، كنتاكي، فرايد تشيكن، وسلسة مطاعم تاكو بل ، ويعمل في مصانعها ومطاعمها اكثر من نصف مليون شخص ، ومكتشف البيبسي هو الصيدلي كاليب برادهام الذي كان يعتقد أنه بإمكانه كسب الزبائن في صيدليته إذا قدم لهم شراباً منعشاً في أيام الحر ، وكانت خلطة شرابه لذيذة جداً ، وتتكون من مستخلص من نبات الكولا، الفانيليا وزيوت نادرة وقد عرف هذا الشراب في البداية بإسم “شراب براد” نسبة إلى عائلته ، لكنه استبدله بإسم بيبسي كولا لأنه حسب رأيه يعالج مرض سوء الهضم Dyspepsia وقد حظي شراب بيبسي بشعبية عارمة.
بلغ نجاح بيبسي كولا ذروته في العام 1909 حين افتتح برادهام مقراً جديداً للشركة افتخرت به مدينة نيوبرن ووضعت صورته على البطاقات البريدية للمدينة، ليصبح بعدها حاكم الولاية لثقة الناس به بعد نجاح شركته وتحليقها عالمياً ، ولكن بعد 17 عاماُ من النجاح جاءت الحرب العالمية الأولى ، حيث تعرّضت شركة بيبسي لنكسة نتيجة تقلب أسعار السكر بشكل كبير ما أثر سلباً في إنتاجها ، واعلن افلاس شركته بعد ان اقدم برادهام مجبراً على المخاطرة بشراء كميات كبيرة من السكر الذي انخفض سعره بشكل مفاجئ ، وكان ذلك من سوء حظه ولم يبق من مصانع بيبسي الاربعة والعشرين المنتشرة في الولايات الاميركية في العام 1921 سوى اثنين
وهكذا عاد الصيدلي برادهام إلى صيدليته عارضاً اسم بيبسي للبيع وبالفعل أشترى “روي ميغارغل”الاسم وتعاقب بعده أربعة مالكين جدد فشل جميعهم في إيصال بيبسي إلى بر الأمان وإلى التحليق بها عالياً، إلى أن اشترى “تشارلز غوث ” صاحب مصنع شوكولا ناجح ، الاسم التجاري لشركة بيبسي ، وكان هذا الشخص بمثابة المنقذ لها، حيث استفادت الشركة من خبرته ومن أفكاره ، وبعد عمل شاق ٍ استمر 15 سنة تخللها الكثير من الفشل وقفت الشركة على رجليها مرة ثانية وبقوة ، الى انها تعرضت لانتكاسة جديدة بسبب الحرب العالمية الثانية والركود الاقتصادي المتأزم انذاك في الولايات المتحدة ، كما ان المستهلك الاميركي لم يكن يدفع اكثر من خمسة سنتات مقابل مشروب مرطب ، إلى أن ضاعفت ادارة التسويق في شركة بيبسي حجم العبوة مقابل السعر نفسه لتنافس بذلك الشركات الأخرى ، وعادت بيبسي للإقلاع من جديد بعد الحرب العالمية الثانية بأفكار جديدة وإعلانات متميزة
بحث نقولا ابو فيصل
