رئيسٌ بخلفيّة اقتصاديّة.. هل يُحقّق إجماعاً معارِضاً؟
كتبت لارا يزبك في “المركزية”:
يؤكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في كل موقف يطلقه، ان نظرته الى رئيس الجمهورية العتيد والى مواصفاته تحديدا، لا تزال هي هي ولم تتبدّل. فالحاجة ملحّة في نظر معراب الى رئيس سيادي واصلاحي في آن، قادر على ايقاف الدولة “على رجليها” من جديد سيما على الصعيد “السيادي”، وعلى قيادة عملية إنقاذ لبنان من مأزقه الاقتصادي المالي، في الوقت ذاته.
خلال استقباله في معراب وفداً من مجموعة العمل الأميركيّة لأجل لبنان الثلاثاء، اكد جعجع “اننا امام لحظة حاسمة ودقيقة تتطلب انتخاب رئيس سيادي اصلاحي”. واذ شرح رئيس القوات دقّة المرحلة الحالية وحاجة اللبنانيين الملحّة الى انتخاب رئيس فعليّ لا صوري للبلاد، باعتبار أن الوضع لم يعد يسمح بإستنزاف التجارب التي سئم منها اللبنانيون بعد أن أثبتت فشلها وأوصلتنا الى ما وصلنا اليه، شدّد في ملف النازحين “على ضرورة إيجاد الحل الناجع لهذه المسألة الخانقة بدءا من تحمّل السلطات مسؤوليتها وضبط الحركة عبر الحدود ومعالجة مسألة النزوح الناتجة عن تردّي الأوضاع الاقتصادية في سوريا، مروراً بضرورة اعادة تعريف الموجودين بين لاجئين فعليين، وآخرين قادرين على العودة الى مناطق اصبحت آمنة في سوريا، وصولاً الى إعادة توجيه آخرين نحو الدول العربية الصديقة القادرة على استيعاب عددهم، بعد أن فاقت قدرة لبنان على تحمّل أعباء أهله ومؤسساته نتيجة الأزمة المالية”…
هذه المواقف تؤكد، وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ”المركزية”، ان القوات تريد رئيسا بمشروع شامل، يكون حازما وقويا في السيادة وفي الاقتصاد في آن، وان معراب لا تحبّذ التنازل عن نقطة من هذه النقاط، لصالح الثانية، اي أنها لا تستسيغ مرشحا بارعا في “المال” لكن يضع القضايا السياسية – السيادية الدسمة، في مرتبة دنيا في اولوياته. فالنقطتان اليوم مهمتان، وبالأهمية ذاتها، اذا اردنا وضع قطار بناء الدولة على السكة الصحيحة من جديد.
لكن في المقابل، يسوّق رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط لرئيس توافقي على ان تكون خلفيته اقتصادية. وقد قال امس في حديث صحافي في اطار دعوته الى الخروج من الاصطفافات القائمة رئاسيا: يجب انتخاب رئيس جمهورية على قاعدة التوافق لا التحدي. رئيس توافقي يدرك المصاعب الاقتصادية والمالية لهذه المرحلة، ويفضل ان يتمتع بمواصفات اختصاص في الشأن المالي والاقتصادي. لأننا احيانا نسمع بأسماء تتردد من هنا وهناك وكأن الساحة اللبنانية محصورة بهذه الاسماء فقط في حين لا يخلو لبنان من كفاءات كبيرة لا سيما في الجيل الجديد”. واضاف “هنا، أسمح لنفسي أن اطرح اسم الدكتور شبلي الملاط وهو له باع كبير في القانون ويمثل مستقبلا جديدا للأجيال الشابة. آن الأوان للخروج من قوقعة الأسماء التقليدية. جهاد أزعور من ضمن الأسماء التي يمكن أن تقوم بالدور المطلوب بما يتعلق بالنهوض الاقتصادي، اضافة الى أسماء أخرى لخبراء اقتصاديين”.
حتى اللحظة، تتابع المصادر، لا يبدو ان هناك مؤشرات الى استعداد الأحزاب المعارِضة للمنظومة، للتخلي عن المرشح “السيادي – الإصلاحي”، كما ان لا استعداد لدى الثنائي الشيعي للتخلي عن دعم رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.. لكن في حال قدّم مرشّحٌ اقتصادي الخلفية ضمانات “سيادية” الى القوى المعارضة، هل يكون هو المخرج من الشغور، فيتحلق حوله المعارضون والاشتراكيون والتغييريون؟ للبحث صلة، تختم المصادر.