كتب نقولا أبو فيصل “كوكو شانيل من الميتم الى العالمية”
ولدت غابرييل بونور شانيل في العام 1883 في بلدة سومور الفرنسية في اسرة فقيرة جداً ، ومع وفاة والدتها ارسلها والدها الى الميتم وهاجر الى الولايات المتحدة للعمل ، عانت كثيراً من الحياة الصارمة خلال السنوات الست التي قضتها في الميتم ، بعد ان دخلته في عمر الثانية عشرة ، تعلمت الخياطة ،تركت الميتم وانتقلت للعيش في منزل داخلي للفتيات الكاثوليك في بلدة مولان عند بلوغها سن الثامنة عشرة ، عملت مغنية على احد المسارح ولقبت نفسها بكوكو نسبة لأغنية مشهورة آنذاك ، ولكنها لم تستمر بالغناء ، واتجهت للخياطة وتصميم القبعات وعملت في إحدى دور الأزياء الفرنسية ، وكانت تصنع القبعات وتضعها لدى أحد محلات البقالة لبيعها الى أن افتتحت متجراً خاصاً بها .
تحول اسم شانيل الى علامة تجارية عالمية للملابس والاكسسوارات والعطور وغيرها من المنتجات، واصبحت افضل اختيار لدى الفنانين والمشاهير ، ساهم تمويل رجل ثري اسمه “كابيل” كثيراً في توسيع أعمالها من القبعات إلى الملابس وصولاً الى افتتاح بوتيك في باريس ، اطلقت احدى الممثلات شهرة كبيرة لقبعات شانيل عندما ظهرت وهي ترتدي واحدة من تصميمها ، ثم قامت بتوسيع نطاق عملها ليشمل الملابس الرياضية والترفيهية ، حيث تميزت بالاسلوب البسيط الذي اعجب زبائنها كثيراً ، وتوسعت لانتاج باقي الملابس ، وابتكار فساتين السهرة والاكسسوارات باناقة لا مثيل لها تحمل توقيعها الخاص، وتعد شانيل من أهم شخصيات القرن العشرين وأيقونة عالم الموضة، وكانت اول مصممة ازياء تنتج عطراً خاصاً بها يتصدر المركز الاول لأفضل العطور في العالم اضافة الى تصميم المجوهرات من الالماس.
شانيل هي اول من اختار اللون القرمزي لأحمر الشفاه والقميص المفتوح العنق , وعطرها كوكو شانيل الذي يحمل الرقم (5) وهو رقمها في الميتم ، ولانها عاشت في ميتم فقد اختارت اللونين الابيض والاسود اقتباساً من دير الراهبات في ذاك الميتم ، ولم تكتفِ بهذا القدر فاتجهت لتصنيع الحقائب وافتتحت مصنعا ًخاصاً لتزويدها بالاقمشة والجلود المناسبة ، ويعمل في مجموعة شانيل اكثر من 4 آلاف موظف.
توفيت في العام ١٩٧١ تاركة وراءها علامة تجارية تعد الافضل لتاريخه ، وتبلغ ثروة العائلة المالكة لماركة شانيل حوالي التسعين مليار دولار ، اضافة الى مداخيل سنوية تفوق الخمسة مليارات دولار ، وهكذا تكون شانيل قد أثبتت خلال مسيرتها وبجدارة، ان صانع النجاح لا يحتاج سوى الى الارادة والاصرار ، وأن ما حققته هذه السيدة من إنجازات وصولاً الى ابتكارها عطراً شذياً ، لا يقف عند هذا الابتكار ، بل يتعداه لانها جعلت من اليُتم عطراً ومن رقمها في الميتم اسماً فارقاً .
بحث نقولا ابو فيصل