خبايا اللقاءات الباريسية… وفرنجية الى السعودية؟
ينشط المسؤولون السياسيون والمرشحون للرئاسة على خطّ باريس التي تكفّلت بملف الإستحقاق الدستوري اللبناني، ولكن تبقى خبايا اللقاءات الباريسية عرضة للتحليل التي قد تصيب وتُخطئ، إلا أن النتيجة واحدة وهي أنّ هذا الملف لا زال في مرحلة جمود، إلى أنْ تتبلور التسوية النهائية الإقليمية والداخلية والتي يمكنها أنْ تحمل مفاجآت ليست بالحسبان.
وفيما يستمرّ جوّ المراوحة في الملف الرئاسي على الصعيد الفرنسي، كما يؤكد المحلّل السياسي المقيم في باريس تمام نور الدين، فإن الأجواء الفرنسية لا زالت حالها حتى الساعة “داعمة لرئيس تيار المردة سليمان فرنجية”، وفي الوقت نفسه فإن “الموقف السعودي لم يطرأ عليه أيّ مستجدات وما زال ممتنعا عن الموافقة أو المعارضة”.
ويكشف نور الدين لجريدة “الأنباء” الإكترونية، أنّ “زيارة رئيس تيارة المردة سليمان فرنجية السابقة إلى باريس، لم تكن فارغة كما أوحى البعض فهو قد سلم الفرنسيين مستندًا على شكل خارطة طريق يتضمن رؤيته للحكم في السنوات المقبلة، ولم يكن اللقاء كما قيل حينها مجرد إمتحان للرجل طرحوا فيه الاسئلة وهو أجاب عليها، وهذا الأمر لم يعد مخفياً لا سيما أن “لوفيغارو” و”لوموند” أعلنتا عنه”.
لكن نور الدين لا يستطيع الحديث “عن الزيارة الحالية التي يقوم بها فرنجية إلى باريس، فحتى الساعة لم يتكشف أيّ معطى بخصوصها، لذلك من الأفضل الإبتعاد عن التكهنات” .
إلّا أنّ نور الدين يشير إلى “حراك خليجي قريب لفرنجية”، مرجّحًا أن “تكون وجهته السعودية وقد تكون الصورة أو الإطار للزيارة تحت عنوان لقاء الجالية اللبنانية”.
ويصف نور الدين زيارة رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الأخيرة إلى باريس، بأنها ضمن الإطار الطبيعي للحراك الفرنسي الذي “يستشرف مواقف كافة القوى”. ولا يستبعد أنْ يكون الفرنسيون قد طالبوا باسيل بتسهيل وصول فرنجية، لكنه في المقابل وضع 3 شروط وهي أن يكون له: رأي في قيادة الجيش، ورأي بحاكمية المصرف المركزي إضافة الى مطالبته بوزارة الطاقة، وهذه الشروط ليس من أجل انتخاب فرنجية “بل فقط تأمين الميثاقية المسيحية له ونصاب جلسة الإنتخاب”.
ويلفت نور الدين هنا إلى أنّ “الفرنسيين يرون أنّ باسيل هو الأجدر بتأمين الميثاقية أكثر من رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أو حزب الكتائب، فهو برأيهم ليّن أكثر من القوات”، موضحًا أنّ “الميثاقية ضرورية لفرنجية لأنه إذا لم يحصل عليها حتى لو حصل على 65 صوتاً فهو لن يستطيع أبدًا أنْ يحكم”.
أمًا بالنسبة إلى الموقف فيستفيض نور الدين في تحليل هذا الموقف على إعتبار أنّ “السعودية بدل أن تذهب إلى إتفاق مع الفرنسيين تنتظر نضوج التسوية مع الإيرانيين لإبرام الإتفاق معهم، بما فيها الملف اللبناني، مقابل تسويات لصالح السعودية في ملفات أخرى، لذلك لا تهتم المملكة بإبرام اتفاق مع الفرنسيين في هذا الملف، لأن مصلحتها اليوم عند الإيراني أكثر”.
لكن نور الدين أكد أنّه على المستوى الحكومي بات شبه محسوم أنّ “الرئيس تمام سلام هو رئيس الحكومة الجديدة بعد إنتخاب الرئيس، فقد تم حسم الحكومة قبل الرئاسة، السعودية تريده أو على الأقل تقبل به”، دون أنْ “يُسقط الحراك الذي يقوم بع النائب فؤاد مخزومي” .
وفي ختام حديثه، يتوّقع المُحلل نور الدين أنّه “إذا لم يتم إنتخاب رئيس قبل مدّة تتراوح ما بين نصف حزيران وآخره، سنبقى بلا رئيس حتى آخر الصيف، إلّا إذا حصل شيء أمني على الأرض، عندها سيكون المرشح جاهزًا وهو قائد الجيش العماد جوزاف عون الذي يتمتع بغطاء مسيحي من القوّات لأن جعجع يؤيد وصوله، وحتى لو رفضه باسيل، لكن بالنهاية يبدو الوضع اللبناني مثل المثل القائل” الكل لاطي للطرف الآخر”.