كتب نقولا أبو فيصل “شركة زيروكس والفرص الضائعة”
تأسست زيروكس في العام 1906 في مدينة روتشستر نيويورك على يد جوزيف ويلسون باسم شركة هالويد للتصوير الفوتوغرافي حيث قامت بتصنيع الورق ومعدات التصوير الفوتوغرافي , وفي العام 1938 اخترع الفيزيائي تشيستر كارلسون طريقة لطباعة الصور بإستخدام صفيحة معدنية مطلية بالموصل الضوئي مشحونة كهربائيًا ومسحوق الحبر ، ومع ذلك إستغرق الأمر أكثر من عشرين عامًا من اجراء التحسينات قبل أن يتم تسويق أول آلة تصوير باستخدام وحدة تغذية المستندات ومسح الضوء وغيرها ، وتستمر زيروكس منذ اكثر من 117 عاماً في بيع منتجات المستندات المطبوعة والرقمية وخدماتها في أكثر من مئة وستين دولة ، وقد اخترع الباحثون في زيروكس ومركز بالو ألتو للأبحاث التابع لها العديد من العناصر المهمة للكمبيوتر الشخصي، وتم تبني هذه المفاهيم من قبل شركات شهيرة مثل آبل ومايكروسوفت فيما بعد،
وكان مستر ويلسون المؤسس لشركة زيروكس قد تولى ادارة شركة هالويد من والده ، الذي كان اول من تبنى اختراع كارلسون، وفي العام 1946، وقع اتفاقية لتطويره كمنتج تجاري وظل ويلسون مديرًا تنفيذيًا لشركة زيروكس حتى العام 1967 ورئيساً لمجلس الإدارة حتى وفاته في العام 1971 ، وقد جاءت كلمة زيروكس من مصطلح زيروجرافي من جذور يونانية تعني «الكتابة الجافة» وبعدها غيرت شركة هالويد اسمها إلى شركة هالويد زيروكس في العام 1958 وبعد سنوات اصبح اسمها شركة زيروكس ،وقد سعت شركة زيروكس الى الاستحواذ على حصة الأوفست في السوق من خلال ابتكارها طابعة 1385 وهي أول طابعة تصوير زيروجرافي أوتوماتيكية، وهي كوبي فلو، في عام 1955. كانت كوبي فلو طابعة ميكروفيلم كبيرة يمكنها إنتاج مطبوعات إيجابية على بكرة الورق من أي نوع من أنواع الميكروفيلم السلبية.
في الواقع ، كان يشار إلى المديرين التنفيذيين لشركة زيروكس باسم “رؤوس الحبر” نظرًا لعدم تمكنهم من رؤية اي مستقبل للشركة خارج الطابعات الورقية ، وفي العام 1985 صرح ديفيد كيرنز ، الرئيس التنفيذي لشركة زيروكس انذاك ” أن مستقبل زيروكس هو في آلات النسخ ” وكان هذا بيانًا غريبًا بالنظر إلى أن الشركة كانت تتقدم بعقود على منافسيها في تطوير أجهزة الكمبيوتر وذلك يدل على عدم وجود تفكير مستقبلي رغم ان حجم شركة زيروكس اليوم قد بلغ مليارات الدولارات ، إلا أنها لا تمتلك مبتكرين مثل شركات آبل ، امازون ومايكروسوفت وقد فشلت الشركة في الاستفادة من الأبحاث الثورية التي أجريت في مركز البحث والتطوير PARC. ويذكر ان ستيف جوبس سبق وقام بزيارة شركة زيروكس في العام 1979 وتمكّن من الوصول إلى PARC مقابل حصول زيروكس على أسهم في شركة آبل Apple ، ثم اشترى حقوق Xerox GUI واستخدمها لإنتاج آبل ماكنتوش ، وفي العام 1981 اطلقت زيروكس الكمبيوتر الشخصي Xerox Star لكن ثمنه كان باهظاً ، واستهدف السوق الخطأ ، وهذا دليل أخر ان زيروكس سبقت غيرها بأشواط من الزمن لكنها استمرت في الطابعات .
بحث نقولا ابو فيصل
