نقولا أبو فيصل يكتب “مبتكر سيارات لامبورجيني من صيانة الجرارات الزراعية إلى أغلى السيارات في العالم”
ولد فيروتشيو لامبورغيني (ferruccio lamborghini) في العام 1916 لعائلة امتهنت الزراعة، وخلافاً لبقية أفراد عائلته رفض فيروتشيو العمل الزراعي البسيط المتوارث عن أجداده، مفضلاً البحث عن مورد رزق آخر اعتماداً على ولعه الشديد بالآلات الميكانيكية , اعتقله الجيش البريطاني في العام 1945 عقب مشاركته في الحرب العالمية الثانية ، وفي العام 1946 وقع البريطاني “سير روبنسون” -المسؤول عن ملف الأسرى التابعين لدول المحور المهزومة لدى بريطانيا على قائمة المفرج عنهم من الأسرى الإيطاليين التابعين لوحدة صيانة المركبات، أثناء القتال في جزيرة رودس.. كانت القائمة طويلة ، وعلى رأسها قائد هذه الوحدة والمشرف عليها، الشاب ذو الثلاثين عامًا، “فيروتشيو لامبورجيني” الذي بادر لفتح ورشة ميكانيك صغيرة مختصة في مجال صناعة الجرارات الزراعية ، حيث عمد هذا العبقري الإيطالي إلى جمع الآليات العسكرية المدمرة ، التي خلفتها الحرب لاستغلال ما تبقى منها في صناعة الجرارات ، وتوسع نشاط عمله ليشمل صناعة بعض المعدات الزراعية الأخرى وأجهزة التهوية.
مع براعة فيروتشو في صيانة الجرارات الزراعية، واقبال المزارعين عليه ، بدأت ورشته تحصد أرباحاً جيدة، استغلها للتوسع في صيانة المزيد من الجرارات، وبدء إنتاج محركات جديدة ، ومع توفر المال تحققت متعته الأولى في شراء السيارات الفاخرة ، ذات المحركات السريعة ، حتى أصبح لديه كل أنواع السيارات الفاخرة والرياضية وقتئذ، في مطلع الستينات لذلك، كان من الطبيعي أن يمتلك فيروتشو السيارة الرياضية الأغلى والأشهر حول العالم، وهي سيارة الفيراري لاحظ فيروتشو بعض الأعطال في سيارته الجديدة، ولأنه صاحب ورشة ميكانيك جرارات زراعية، حاول فيروتشو إصلاح العطل بنفسه، ملاحظا أن العيب الاساسي سببه اسطوانة دبرياج السيارة ( Clutch) طلب فيروتشو مقابلة أنزو فيراري، مؤسس شركة فيراري الذي جعله ينتظر كثيراً حتى يقابله مما اعتبرها اهانة ، وخلال اللقاء بين الرجلين ارتفعت الأصوات ، واتهم أنزو فيراري ضيفه أنه يتكلم في أمور لا يعلمها، وأنه لا يفهم إلا في صناعة محركات الجرارات الزراعية، وهكذا خرج فيروتشو وهو يردد “سأجعله يدفع الثمن”
وبعد اشهر قليلة إستيقظ العالم بعد الإعلان عن تأسيس شركة إيطالية جديدة للسيارات السريعة باسم “لامبورجيني” ، لصاحبها فيروتشو لامبورجيني الذي كان من كبار مؤسسي شركة المحركات جرارات زراعية ثم طرحت الشركة أولى نسخها وهي سيارة رياضية بمحرك سريع، بميزات أكبر، وبسعر أقل لمنافسة شركة فيراري ، وهنا بدأت المنافسة الحامية بين الشركتين بعد تحول شركة لامبورجيني بشكل سريع إلى واحدة من اهم السيارات العالمية الفاخرة ، وهكذا علق رواد الأعمال على القصة قائلين: “ربما كان من الأفضل لممثل فيراري أن يستمع لفيروتشو ويرحب به بشكل أفضل ، وبالنسبة لي فالعبرة من هذه القصة ” أن الاستخفاف بأفكارك قد يكون بداية لإصرارك على تنفيذها بشكل رائع، والإثبات للجميع إنك كنت على صواب”وتجربتي الشخصية تقول ذلك.
بحث نقولا ابو فيصل
