كتب نقولا أبو فيصل “فيروز … الايقونة وسفيرتنا الى النجوم” !
وُلدت نهاد حداد “فيروز “ في العام 1935 في قضاء الشوف في جبل لبنان لوالديها وديع حداد وليزا البستاني ، وكانت الطفلة الأولى للعائلة ، نشأت في منطقة زقاق البلاط في بيروت ، عمل والدها في مطبعة جريدة لوريون لوجور، أما والدتها فتوفيت في العام 1961 في نفس اليوم الذي سجلت فيه فيرُوز أغنية (يا جارة الوادي) عن عمر لا يتجاوز 45 عامًا ، أحبت فيروز الغناء منذ صغرها واكتشف الأخوان محمد وأحمد فليفل موهبتها في الرابعة عشرة من عمرها عندما كانا يحضّران لبرنامج غنائي للإذاعة اللبنانية، وتم اختيار الطفلة نهاد من المدرسة ضمن الأصوات المشاركة في هذا البرنامج ، انضمت الى المعهد الوطني للموسيقى وعملت في الإذاعة اللبنانية كعضو في الجوقة قبل أن يكتشف الملحن حليم الرومي عظمة صوتها فجعلها تؤدي منفردة خارج الجوقة ، وقدم لها بعضاً من ألحانه ، نقطة التحول في مسيرتها كانت لقاءها مع الأخوين عاصي ومنصور الرحباني اللذين ألفا ولحنا الكثير من أغانيها،
تزوجت من عاصي الرحباني في العام 1955 وسافرت في جولات وحفلات غنائية حول العالم زادت من تألقها وشهرتها ، إرثها الموسيقي يمتد من خلال أكثر من 800 أغنية ، وتبقى إطلالاتها الأهم في مهرجان بعلبك الدولي ومهرجان دمشق الدولي علامة فارقة في مسيرتها ، أدَّت فيروز أيضاً على مسارح نيويورك وباريس ولندن ومونتريال ، بصمتها في التاريخ الموسيقي أكسبها لقبها الشهير “السفيرة إلى النجوم”، “جارة القمر”، “جوهرة لبنان”, “أرزة لبنان” للدلالة على رقي صوتها وتميزه، غنت فيروز للعديد من الشعراء والملحنين، وأمام العديد من الملوك والرؤساء ، وبعد وفاة زوجها عاصي في العام 1986 خاضت تجارب عديدة مع مجموعة ملحنين ومؤلفين من أبرزهم فلمون وهبة و زكي ناصيف، لكنها عملت بشكل رئيسي مع ابنها زياد الرحباني الذي قدم لها مجموعة كبيرة من الأغاني أبرزت موهبته وقدرته على خلق نمط موسيقي خاص به يستقي من الموسيقى العربية والعالمية، في رصيد فيروز ستة عشرة مسرحية غنائية وثلاثة افلام اهمها : جسر القمر ، الليل والقنديل ، بياع الخواتم ، هالة والملك ، ميس الريم ، بترا ، وثلاثة أفلام وأربعمائة البوم
حصلت فيروز على وسام الشرف في العام 1963 والميدالية الذهبية في العام 1975 من ملك الأردن الراحل الحسين بن طلال ، كما كرمها أيضًا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بأرفع وسام فرنسي (وسام جوقة الشرف الفرنسي) عندما زار منزلها في العام 2020 في أعقاب تفجير مرفأ بيروت وكان طبيعياً جداً بالنسبة إلى الرئيس الفرنسي الذي يتّسم بذكاءٍ حاد وثقافة واسعة أن يجد نفسه فجأة أمام سيناريو مغاير، قوامهُ روائع راجت بين محبيّها أكثر من أغانيّها الجميلة، من قبيل تعا ولا تجيّ واكذب علي، وأمي نامت عَ بكير وسكر بييّ البوّابة، وأنا هربت من الشباك وجيت لعيّد العزابة، وهالسيارة مش عم تمشي، بدنا حدا يدفشها دفشة، يحكو عن ورشة تصليح، وما عرفنا وين هي الورشة. فوق هذا، تتخذ لنفسها سادرٌ دينيّ، يتفوّق على عزلة المسيح وحبه للناس , شقيقتها هي المغنية والممثلة هدى حداد، ولها من عاصي الرحباني اربعة اولاد هم زياد وهو صحفي وكاتب وملحن ، هالي وهو مقعد ، ليال توفيت بعمر الثامنة والعشرين من عمرها ، ريما وهي كاتبة ومخرجة ترافق والدتها وشقيقها هالي ، تنتمي فيروز الى طائفة السريان الأرثوذكس وجذور عائلتها تعود الى مدينة ماردين التي هَجر العثمانيون اهلها في العام 1915.
بحث نقولا ابو فيصل
