كتب نقولا أبو فيصل “عادات وتقاليد وطقوس الزواج في ارمينيا”
من كتاب”أرمينيا موت وحياة تتجدد!”
Armenia death and life renewed
في الماضي كان الزواج في العائلات الأرمينية يتم وفقًا للأقدمية، ولم يكن للاخ الاصغر الحق في إنشاء عائلة قبل زواج الأخ الأكبر سناً ، وكان الزواج محظوراً بين أقارب الدم حتى الدرجة الرابعة وأحيانًا حتى السابعة ، ولا يُسمح بالزواج بين شقيقين وشقيقتين وفقًا لقانون الكنيسة التي تحظر ايضاً بشدة زواج الأرمن مع المسلمين ، ويتم اختيار العروس من قريتها أو مدينتها أو الجوار ، وتتميز أرمينيا بالزواج المبكر ، وتعتبر الفتاة جاهزة للزواج في سن 12-16 سنة ، والشاب في سن 14-20 سنة ، وكل تأخير في الزواج للذكور الارمن يرتب عليهم ضريبة سنوية للكنيسة الارمنية عن كل تأخير في الزواج يتم دفعها عند طلب الحصول على اذن زواج ، ويتم التسجيل الرسمي للزواج بعد ولادة الطفل وبالتالي إذا ظل الزوجان بلا أطفال تبقى العلاقة بينهما غير قانونية , في المقابل فأن حالات الطلاق نادرة للغاية ، وحدها الخيانة الزوجية يمكن أن تكون سببًا للطلاق. يتم الاحتفال بالعرس الأرمني تقليديًا في أواخر الخريف أو الشتاء بعد الحصاد ، والشخصيات الرئيسية في حفل الزفاف هي الأب والأم والاشبين والاشبينة “كافور وكافوركين ” صديق العريس “عزب” وصديقة العروس عزبشي
من العادات في أرمينيا أن يتقدم العريس بطلب يد الفتاة التي يريدها من أهلها، ويطلق على هذا التقليد تسمية Khosk-Arnel وربما يكون هذا التقليد قد فقَد شعبيته في الوقت الحاضر، وقاموا بتغيره إلى تقليد آخر أطلقوا عليه تسمية Khosk-Kan .وفي التقليد الأول كانت أسرة العروس توجه الدعوة لأسرة العريس لشرب الشاي أو القهوة أو العشاء في منزلها، وعند وصول الضيوف حاملين الحلوى والشوكولا يستقبلهم أهل العروس بالحفاوة وبالورود والأزهار، ويتقدم العريس بطلب يد الفتاة من والدها، ويُعد هذا التقليد أقل من الناحية الرسمية، ويقتصر الحضور على أسرَتي العروسين فقط. أما التقليد الجديد فيتم فيه دعوة عائلة العريس وأقاربه من عمات وخالات وأخوات وجدود وجدات، لتناول العشاء في بيت أهل العروس، ويعتبر هذا اللقاء بمثابة تعارف رسمي بين الأسرتين.في مراسم الزفاف تلبس العروس وشاح الرأس الذي تقوم امرأة يشترط ان تكون متزوجة وسعيدة في زواجها بتمريره فوق رؤوس الفتيات المقبلات على الزواج وذلك بهدف جلب السعادة للزوجة الجديدة ، ثم ترتدي العروس قطعة زرقاء اللون على شكل عين اسمها “اتشكا اولوونك” بهدف حمايتها من الحسد ، ثم تدخل العروس حجرتها لترتدي ثوب الزفاف بمساعدة صديقاتها وأفراد أسرتها، كما يدخل أخوها، أو ابن عمها، أو صديق مقرب من الأسرة معها لمساعدتها على ارتداء حذاء الزفاف،
يتبع الارمن تقليداً آخراً إذ يقوم أحد الحاضرين من أسرة العروس بحمل إحدى فردتي الحذاء واحتجازها لديه إلى أن يتقدم أحد أقارب العريس لافتدائها بمبلغ من المال وبالطبع يتم ذلك على سبيل المزاح، ويستمر لمدة خمس دقائق. وأثناء تلبيس العروس تقوم الفتيات بكتابة أسمائهن أسفل حذاء العروس تيمناً وأملاً في اللحاق بقطار الزواج . وإذا ما تزوجت إحداهن، تشطب العروس اسمها من أسفل حذائها ، وتكمل الأسرتان فرحة العرس في جو مليء بالموسيقى يتخلله تقديم المأكولات والمشروبات والتقاط الصور التذكارية ويرقصون بمشاركة الأقارب والأصدقاء . لقد كنت محظوظًا لمشاركتي اشبيناً (كفور) في حفل زفاف أرميني في العام 2018 في منطقة تافوش للعروسين رومان سركيسان وماري برسغيان ،ولن أنسى أبدًا غرابة هذا الزفاف واحداثه .
بحث نقولا أبو فيصل