كتب نقولا ابو فيصل “بين فن الاستغباء وعدم الفهم والمتعة العظيمة”
إذا كان الذكاء والفهم نعمة فالاستغباء راحة ومتعة ، فكم من موقف كنت اتمنى أن أكون فيه غبياً جبراً لخاطر أحدهم ! وفيما لا تزال تروقني فكرة الاستغباء فإنني أستمتع بها ايضاً عندما اسمع وأشاهد بعض من حولي يتقنون الفلسفة والفهم وكلاهما يقسمان بالبراءة منهم ، وفي لبنان ومع عدم أستقرار الأوضاع السياسية والاقتصادية اصبح تمثيل دور الاستغباء وعدم الادراك والفهم لبعض الامور من الضرورات لأن ضريبة الذكاء والفهم هي الوعي والوعي يسبب التعب النفسي لذلك يفضل الاستغباء لراحه العقل .
يقول شكسبير “الاستغباء وانت تعلم بكل ما يدور حولك متعة عظيمة .”وإذا كان البعض يرى غيره غبياً ، فهو لا يدري بأن الاخير يعامله باستغباء يليق به فالحياة تحتاج إلى ﺗﺠﺎﻫﻞ أﺣﺪﺍﺙ ، ﺗﺠﺎﻫﻞ أﺷﺨﺎﺹ، ﺗﺠﺎﻫﻞ أﻓﻌﺎﻝ، تجاهل أﻗﻮﺍﻝ ، لذا من الافضل الاعتياد ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﺠﺎﻫﻞ ﺍﻟﺬﻛﻲ ﻓﻠﻴﺲ ﻛﻞ أﻣﺮ ﻳﺴﺘﺤﻖ التوقف عنده ،واذا كانت ميزة الذكي أنه يستطيع التظاهر بالغباء,لكنّ العكس صعب جداً بل مستحيلًٌ
واذا كان الشعب اللبناني يتميز بغالبيته بدرجة ذكاء عالية حسب ما يشهد له العالم ، الا ان بعضاً من حملة الجنسية اللبنانية لا يملكون اي حس بالوطنية رغم تمتعهم بالذكاء لكن استغباءهم المصطنع غير موفق ، وعلى طريقة زياد الرحباني “ابنك يا ثريا ذكي بس حمار “! وخير مثال عن غباء بعض من قدرهم الله ان يتولوا امر الجماعة ويديروا شؤونهم في قصة تسلل الذئب يوماً الى منزل احد الناس حيث صاح الديك انذاراً ونبح الكلب ، فأنتبه الراعي وقام الأهل ، عندها فر الذئب ونجا القطيع واطمأن الراعي واستلقى الكلب واحتفل الأهل بذبح الديك….!
*كاتب وباحث