كتب نقولا أبو فيصل “عيد فاردافار vardavar في أرمينيا”
من كتاب “ارمينيا موت وحياة تتجدد”
Armenia death and life renewe
عيد فاردافار هو عيد رش المياه والورود ، وهو من الأعياد الوثنية التي تتوارثها الاجيال في أرمينيا ، وثمة من يرجح ان أصل العيد هو مسيحي منذ زمن الطوفان ، ويعتقد هؤلاء أن “نوح” أمر برش المياه عند نزوله من فلكه بعد الطوفان العظيم ، كما يُقر رجال الكنيسة الارمنية ان اسلافهم لم يتمكنوا من إزالة العيد الوثني من ذاكرة الشعب فقرروا الاحتفال بعيد التجلي في نفس يوم عيد فاردفار ، وإعطائه تسمية مسيحية . وهكذا حسمت الكنيسة الأرمنية الجدل وأوعظت الاحتفال بالعيد بمناسبة تجلي يسوع المسيح على الجبل ، مع الاحتفاظ بالاسم فاردافار ، ولا تزال تُطلق الحمائم التي ترمز إلى الطوفان وخلاص عائلة نوح ، ومن المعتاد تزيين الكنائس بالورود تعبيراً عن الفرح العظيم بمناسبة ظهور مجد الله.
وفاردافار هو العيد الثالث من بين أعياد القرابين الخمسة للكنيسة الأرمنية الرسولية ، ووفقًا للكتاب المقدس في ذلك اليوم صعد يسوع وتلاميذه : بطرس ، يعقوب ويوحنا الى جبل طابور للصلاة ، وفي لحظة الصلاة تجلى يسوع أمامهم “أشرق الوجه مثل الشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور”(متى 17: 2 مرقس 9: 2 لوقا 9:29) وبينما كان يتكلم طغت عليهم سحابة ساطعة وأعلن صوت من السحابة: “هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت فاسمعوا له (مت 17: 5) ثم يأمر يسوع الرسل ألا يخبروا أحداً بما رأوه وسمعوه حتى يتمجد ابن الله .
يجري الاحتفال بالعيد في الاحد الاول من شهر تموز من كل سنة، يسبقه قداديس ليلة العيد في كل الكنائس الارمنية لراحة أرواح الموتى ، ومن العادات الشعبية يرشق الناس يوم العيد بعضهم بالمياه اعتقاداً منهم أنهم يتخلصون من الشر والأمراض ، ولاعتقادهم ايضاً أن للمياه في يوم فاردافار خصائص خارقة للطبيعة ، لذلك تقام الاحتفالات بالقرب من البحيرات المائية والأنهار ، كذلك تعمد بلدية يرفان الى غسل الطرقات عبر رش المياه بالاليات والصهاريج الكبيرة في شارع الجمهورية والطرقات العامة
بحث نقولا ابو فيصل