كتب نقولا أبو فيصل “عيد نافاسارت – رأس السنة الأرمنية”
“من كتاب “أرمينيا موت وحياة تتجدد”
Armenia death and life renewe
يعتبر عيد “نافاسارت” أقدم الأعياد الدينية والقومية لدى الأرمن إذ يتم الاحتفال به منذ 4512 سنة . ويعتبر يوم الحادي عشر من شهر آب هو أول ايام السنة الجديدة بالنسبة للتقويم الأرمني القديم الذي كان يملك اسماء شهور خاصة ، ويرمز الاحتفال إلى النصر الذي حققه ابو الأرمن “هايك العظيم” على ملك بابل بعل الغازي وما ترتب عليه من توحيد الممالك الأرمنية وأدى إلى تأسيس أول دولة أرمينية على سفح جبل آرارات تحكمها أسرة هايكازوني. كما تم تكريس عطلة نافاسارت من أجل سبعة آلهة عند الأرمن وهم ” آرامازت, آناهيد, آستغيك, ناني, فاهاكن,ميهر و تير” وطبقاً للتقاليد الدينية الأرمنية في هذا اليوم تنزل الآلهة للأرض لتستحم في نهر آرادزاني المقدس ثم تعود للسماء ، ومن مظاهر الاحتفال بهذا اليوم, كان الشعب يرقص بشكل جماعي وكانوا يرافقون موكب مكون من العربات المحملة بالثمار اللذيذة لتقديمها للمذبح الالهي ، وفي هذا اليوم تقدم الأطباق الشهية والحلويات والفواكه المجففة بمثابة قرابين.
وكان آلاف الناس يتوجهون إلى باكافان، قرب مدينة موش، للتعبير عن امتنانهم للآلهة بذبح ثور، وكانوا يستخدمون دمه لرسم علامات على جباههم وكان أجمل المسيرات هي مسيرة “باكفان موش”التي تقع غرب البلاد وكان لقب موش هو كاغتسر موش أي موش الحلوة، وعلى الطريق كانت تقام عشرات ميادين سباق الخيل ومضمار الالعاب الرياضية كرمي الرمح والرمي بالقوس والجري والقفز والمبارزة والمصارعة وسائر الالعاب الرياضية القديمة المألوفة، وعيد نافاسارت من أقدم الأعياد الدينية الوثنية القومية لدى الشعب الارمني ، وقد تم وقف العمل به بعد التحول إلى التقويم الميلادي عندما اعتنقت المملكة الأرمنية الديانة المسيحية حسب التاريخ الأرميني.
وفي يوم نافاسارت يمكن بوضوح رؤية مجرّة الجبار والمعروف باوريون، في السماء من مرصد كاراهونج التاريخي في أرمينيا حيث يجتمع العديد من المهتمين بعلم الفلك هناك لمشاهدة هذه الظاهرة.وكانت تقام احتفالات كبيرة في كل أنحاء ارمينيا الكبرى من بحر قزوين إلى البحر الأسود ، وكان يقوم امهر الرماة باستعراض مهاراتهم أمام الشعب.. وكان يتم منح الفارس الفائز جوائز عديدة أهمها قبلة من الحسناء التي ينتخبونها كأجمل فتاة في العيد ، وكانت الفتيات الحسناوات ترقصن من أجل هذا الحبيب أو ذاك بأثوابهن المزركشة وحلاهن الماسية والذهبية.. وما كان من الفتيان إلا أن ينخرطوا في هذه الرقصات ، وعلى هذا النحو كانت طبقات الشعب عامة تقضي سبعة أيام بلياليها ونهارها وهم يغنون ويرقصون وينشدون الأشعار لتمجيد القادة الاسطوريين للأرمن “آر , هايك , آرميناك..”
بحث نقولا ابو فيصل