عن التجربة الزحلية نقولا أبو فيصل يكتب “بين الاغتراب عن الوطن والذات والتجربة الزحلية”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 5
بين أهل الكلام وأهل الافعال اثبت الاغتراب الزحلي انه من أهل الافعال من خلال انشطة الاندية الزحلية المنتشرة في العالم من نادي فرنسا إلى نادي نيويورك مروراً بأندية كندا الثلاثة وصولاً إلى استراليا ، واليوم تمتلكني جرأة كبيرة أن اقول لكل الاغتراب اللبناني تعلموا من التضامن الزحلي الذي ساهم ولا يزال في رفع الفقر عن بعض أبناء زحلة ، وبدا ذلك واضحاً خلال الازمة المالية والاقتصادية التي ضربت لبنان . نعم على الاغتراب اللبناني أن يفاخر بأعمال الزحالنة تجاه الفقراء من أهل المدينة ،ومن الضروري إدراك حقيقة أن لشباب زحلة في الاغتراب الحق بالتفاخر بأعمالهم تجاه أهلهم ونحن شهود حق على ذلك ، مع الاشارة لحسن عمل الجمعيات المحلية في المدينة في إدارة المساعدات والشكر موصول لرئيس وأعضاء مجلس بلدية زحلة أيضاً ، على أن محاولة تعويض المغتربين غيابهم القسري عن مدينتهم في كثير من المحطات بفعل المزيد من الخير لأبنائها كان لافتا، وعلينا الاعتراف بذلك وتقديرنا العمل الصالح.
يقول الامام المغيب موسى الصدر “إن هؤلاء المغتربين الذين يشكلون قوة لا تقل أهمية من أجل الخير”وخلال الانتخابات النيابية الاخيرة قدّم المغتربون اللبنانيون صورة جميلة عن التزامهم بالكيان اللبناني وعن تعلُّقهم بمصير البلد وحرصهم على ممارسة دورهم ، شأنهم شأن المواطن المقيم وأسقطوا بإقتراعهم جميع محاولات منعهم من المشاركة في الانتخاب ،وهنا اكرر الشكر لهم لانهم اقترعوا وكانوا اسياد انفسهم ليبقى لبنان مرفوع الرأس، مع الاشارة الى ان كثيرين خافوا أصوات المغتربين لأنهم أحرار في رأيهم ولا يخضعون للضغوط ولأنهم لا يستطيعون شراء أصواتهم لان المغترب يعرف جيداً من هدر وسرق جنى عمره ويريد محاسبته، نعم الاغتراب اللبناني في العالم هو امتداد لغصن من أغصان الارز وجذوره في لبنان ، نعم ان قيام المغترب الزحلي بدور لافت في المشاركة في جميع المناسبات في المدينة من خلال حضوره شخصياً خلال العطلة الصيفية او عبر مواقع التواصل الاجتماعي يؤكد ان زحلة اليوم هي اقوى من اي وقت مضى، بتضامن جناحيها المقيم والمغترب .
إن ما يقوم به المغتربون الزحليون في تحمل جزء من هموم بعض المقيمين من أبناء المدينة من أصحاب الحاجة عبر تقديم هبات مالية ومساعدات شملت مختلف القطاعات الطبية والإنسانية والإجتماعية وحتى التربوية ، جعل من زحلة مدينة تمتد حدودها إلى اقاصي بلدان العالم، وبارقة الأمل هذه تؤكد بأن الزحليين لا يمكنهم إلا أن يتضافروا في الشدائد، ليخرجوا منها بأقل الاضرار الممكنة.واستكمالاً لهذا التضافر بين المقيمين والمغتربين يجب ان تستقل المدينة مع سائر المدن اللبنانية ادارياً ومالياً من خلال تطبيق اللامركزية الإدارية الموسعة ، على أنّ جزءًا من من هذه اللامركزية ترجمتها زحلة عملياً من خلال الجمعيات والنوادي المقيمة والمغتربة التي لفت حضورها القوي وسط زوبعة الأزمة القائمة فإتحدت مع بعضها ووحدت جهودها بدعم من بلدية زحلة وجهات مانحة سعياً وراء صمود الزحليين في مدينتهم ، وإذ ننتظر بشغف إنعقاد المؤتمر الاغترابي الثالث هذا العام في زحلة، نتمنى المزيد من التألق للاندية الزحلية في العالم .
نقولا ابو فيصل