كتب نقولا أبو فيصل “بين معادن البشر وأستاذي الذي كان على خطأ !
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
علمتني الحياة أن الانسان الذي معدنه من ذهب يبقى ذهباً ، والذي معدنه من حديد يتغير ويصدأ ، وأذا أردت معرفة معادن الناس تعمد الخطأ يوماً وسوف تندهش لا بل سوف تنصدم من النتائج ، ونصيحتي لكم أصدقائي أن تتشبثوا بالذي معدنه من ذهب لا يصدأ ، ودعوا الذي لا معدن له وشأنه ، فالضرب في الميت حرام ، وتمسكوا بالذي معدنه لا يصدأ بالملل ولا ينكمش بالألم ، وإذا كانت النجوم لا يمكن رؤيتها إلا في الظلام الحالك ، فهذا حال بعض البشر لا يظهر معدنهم إلا وقت الشدة.
وما اكثرهم الذين فضحتهم بقع الصدأ ، أولئك الذين أخبرونا أنهم من ذهب !حتى كشفت لنا الايام معادنهم، فبعضهم خاب الظن فيهم والبعض الآخر تبين أنهم أجمل بكثير مما كنا نظن ! وبالتأكيد يجب عدم الحكم على الناس من كلامهم فالمواقف وحدها تكشفهم لان معظمهم مثاليون حين يتحدثون . وفي لبنان هذه الايام يجب علينا أن لا نهتم كثيراً ولا أن نعاتب أحداً ، ولا أن نركض خلفه لنذكره بوجودنا ، فالشخص الذي يحب لا يكره ولا ينسى ولا يتغير ! وبالطبع نحن لا نختار من نحب ومن نكره ، وحدها المواقف هي التي تحدد من يستحق أن نكون بالقرب منه ، ومن الذي يجب أن نبتعد عنه .”فهذا رحل وهذا زعل وهذا غيرته الايام “
تأكدوا أصدقائي بأن الأصيل يبقى أصيلاً والدنيا لا تقف عند أحد ، وقد صح تشبيه البشر بالإعراب في حروف اللغة العربية ، بعضهم يستحق الضم ، والبعض الآخر يستحق الرفع ، وما أكثر الذين يجيدون النصب ، والباقي علة هذا الزمن الرديء ! والحياة جميلة بوجود من نحب ، فهل يعلم من نحبهم أنهم روعة هذه الحياة ! ولا أجامل احداً هنا بعد أن ثبت لي أن كل الاعذار في لبنان كاذبة “ومن يُريد يستطيع” واذا كان أستاذي قد علمني وأنا يافعٌ أن أثق بالجميع ، فأنني أيقنت في الكبر وتعلمت أن ما علمني إياه أستاذي في الصغر ….كان غير صحيحٍ! ومع ذلك كل التقدير لمعلمي وكل المعلمين في يوم المعلم .
نقولا أبو فيصل كاتب وباحث ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع