كتب نقولا أبو فيصل “بين الابتزاز العاطفي والابتزاز الذاتي والذكريات”!

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6

في لبنان نسمع يوميًا خطابات رنانة من مسؤولين حكوميين ونوّاب وإعلاميين تقترب للمثالية التي يتمناها كل شخص، في المقابل عندما ننظر إلى الأفعال نجدها على النقيض التام وعكس ما يتحدثون به ويعلنونه، لتظهر الحقيقة أن المسألة في كثير منها تكون إما لأغراض شعبوية، أو تمثل حالة من الابتزاز الخفي والابتزاز العاطفي يبدأ من الأسرة عندما يقوم الوالدين بالحب المشروط لولدهم بالقول له إن فعلت كذا فأنا أحبك واذا قمت بكذا فأنا لا أحبك. والابتزاز العاطفي هو الحقيقة المؤلمة التي تشغل مساحة واسعة في علاقاتنا دون أن نشعر, وهي شكل من أشكال الإستغلال التي تأتي من أقرب الأشخاص عن طريق التهديد الخفي

في لبنان هناك من يحاول إخراج الأسوأ منك، فيعمل على استفزاز كرامتك استبدادا منه وقناعة أنك لن تخرج عنه، أو أنك لا تملك حلاً آخر سوى الصبر عليه..فيمضي في إظهار حماقاته ضدك، ويتمادى في تحطيمك، ظناً منه أن لا مفرّ، فقد أحكمت الأيام علاقتك به حتى الموت . واحياناً يتعرض الإنسان للابتزاز داخل منزله دون شعور منه أنه ابتزاز خفي ، وهنا السؤال ما هو الابتزاز الخفي؟‏هو خوف احد الزوجين من كشف جانب لو كُشف لجعل صاحبه ضعيفا مكسورا مهزوزا فيقوم الطرف الغير مستقر بتغطية‏ هذا الجانب بغطاء أو بتضحية تسخير نفسه أو تقديم التنازلات المستحيلة وظلم نفسه او جلد الذات أو خلق تصادم ونزاع ظناً منه أنه بالمسار الصحيح.

في لبنان أنواع عديدة من الابتزاز العاطفي، مثالاً عندما يبدأ شخص ما يمتدحك وانت تلقائياً تفرح بذلك من غير تفكير، وتجد نفسك مجبراً على تحمل اشياء لست مضطراً لتحملها . وفي المحصلة تجد البعض يتباهون بحسن الخلق والمثالية المُقدّسة عبر وسائل الاعلام وفي مجالسهم الخاصة يُمارسون الإبتزاز , والبعض يجد أن قناعاً واحدًا لا يكفيه كي يُمارس فروض الإحترام أمام الناس ، وهو يملك قناعه الخفي الذي يُخرج فيه قُبح أخلاقة ، ومجاملة الناس على حساب نفسه في حالات الابتزاز الخفي قد تدمره داخليًا لدرجة يشعر أن روحه تتآكل وتفقد الأشياء طعمها ولا يعود لها طعم أو لون أو رائحة. والذي قد يبدو غريبًا نوعًا ما، أن مثل هذا الابتزاز الخفي، يحصل حتى من أقرب الناس إليك، ولا أعلم إذا كان يصح القول أن الإنسان يبتز نفسه بالذكريات عندما لا يكون لديه الوعي الكافي .
نقولا أبو فيصل ✍️