كتب نقولا أبو فيصل “بين الاضطهاد في المشرق العربي والقيامة الحقيقية”!

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6

يقصد بالمشرق العربي المنطقة الجغرافية الشرقية من العالم العربي التي تشمل العراق وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين وصولاً الى مصر واليمن. وتختلف هذه الدول والمناطق تبعاً للثقافة والتاريخ والسياسة والاقتصاد. وعلى الرغم من التحديات التي تواجه بعض هذه الدول، إلا أن المشرق العربي يتمتع بثقافة غنية وتاريخ عريق وتنوع مذهل في الطبيعة والمجتمع. بالتالي تبرز الفجوة بين الواقع الراهن في العالم العربي وبين الأمل في حياة أفضل في المستقبل.وتتجه هذه المنطقة الى الاستقرار الذي يوفّر بدء مسار نهوض لبعض هذه الدول ، لكن بعضها الاخر سوف يبقى في دائرة التخلف خلال العقد القادم ، ولعل من أبرز القضايا الإشكالية التي يواجهها المسيحيون في المشرق العربي تتمثل بضغوط اجتماعية وسياسية غير مسبوقة،

وفضلًا عن محاولات الترويع والقتل وتفجير الكنائس التي تعرض لها المسيحيون في هذا الشرق “الملعون”والتي أرغمتهم على الهجرة الدولية أو النزوح الداخلي الى لبنان. وهذه العوامل جعلت الوجود المسيحي المشرقي العريق والمستمر في المنطقة منذ ما قبل الفتح الإسلامي وما بعده يواجه “لحظة مفصلية” في تاريخه تهدد بتدمير التنوع الثقافي في مجتمعاته الحالية وتقويض أسس المواطنة فيها ، ويتوقع أن تُفرغ المنطقة من المسيحيين قريبًا في حال استمرار النهج الذي حكم عملية تهجيرهم أو إرغامهم على الهجرة من أوطانهم التي لا يعرفون سواها أوطانًا لهم بحثًا عن ملاذات آمنة؛ وفي تقرير غير رسمي لأعداد المسيحيين في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق والاردن ومصر يقدد حالياً بنحو اثنتي عشرة مليون شخص ،ومن المتوقع أن لا يبقى منهم في المنطقة وفق مشهد استمرار الاعتداءات عليهم سوى ستة ملايين مسيحي في أقل من عقد من الزمان.

وفي عظة نارية أحدثت ضجة اعلامية وقتها اعتبر المثلث الرحمات البطريرك مار إغناطيوس الرابع هزيم، بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أن “كل الموجودين في الشرق ضيوف عند المسيحيين” كذلك أعلنها الأب العلامة ميشال حايك في‏ احدى عظاته حين قال”نحن المسيحيون المشرقيون تربطنا بالمسيح صلة قربى دمويّة” ويتابع قائلاً “طلب إلينا الله أن نكمل في البقعة الجغرافية نفسها سيرة تجسّده وأن نختبر بقياماته فعل التجديد حتى يشرق العهد الجديد” ويبقى السؤال: هل من مستقبل للوجود المسيحي في الشرق؟ والجواب بالطبع نعم , لكن الخطر كان ولا يزال على مسيحيّي الشرق هو من مؤامرات مسيحيّي الغرب , راجعوا معي الأحداث!
نقولا أبو فيصل