نقولا أبو فيصل يكتب”بين العالم الافتراضي وشخصيات الفيسبوك”!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
تزداد قناعتي الشخصية يوماً بعد يوم بأن نسبة كبيرة من مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي كتابة وظهوراً هم شخصيات إفتراضية تتناقض كلياً مع واقعها الحقيقي . بمعنى أخر فهم يتقمصون المثالية المطلقة في حين أن حقيقتهم عكس ذلك ، وقد لفت إنتباهي نوع جديد من الشخصيات الفيسبوكية التي لا تشبه واقعها أبداً ، وهي مجرد “أبطال من ورق” تحلم أن تكون شخصيات مثالية يحبها الناس ويسعون لنيل رضاها ، إنما للاسف فهي تتقمص شخصيات افتراضيّة وتحاول من خلالها إظهار مثاليتها من تملق ورياء ومبالغة في الحب والكره والحزن ، ولان حياتها قد تكون مليئة بالمشاكل فأنها تهرب من واقعها بالكتابة عكس أحاسيسها تماماً وحسب ما تتمنى أن تكون عليه .
وإذا كان صحيحاً أن عالم الفيسبوك هو بالاخير عالم افتراضي يتيح للجميع ارتداء أقنعة تخفي طبيعتهم الحقيقية وخلق شخصيات افتراضية ، فأنه من الممكن أن يتحول الشخص السفيه على صفحات الفيسبوك الى شخص محترم ظاهرياً ، ومن الممكن أن يتحول الشخص المتزمت دينياً الى شخص منفتح بالظاهر ايضاً. ومن الممكن أن ينصدم الانسان من أشخاص كثر ممن حوله تراهم على صفحات التواصل مثالاً في الادميّة “ويرشحون زيتاً” وهم في الحقيقة عكس ذلك تماماً ، ولست بوارد ذكر أسماء هنا ، وأنا اعرف انهم سوف يقرأون هذه المقالة ويعرفون أنني أقصدهم .
في المقابل يمكنك ملاقاة شخصيات تافهة في الحقيقة مضخمة نفسها على المواقع الالكترونية على عكس واقعها الذي نعرفه جيداً عنهم أباً عن جد ، كذلك يمكنك ملاقاة شخصيات تفرغ مكبوتاتها الوسخة ونقائصها على المواقع .ومع تقديرنا لظروف مرضهم النفسي وأن لكل واحد منهم ظروفه وهو حر في حياته ، لكن هذا لا يعطيه الحق أن يكون وسخاً وقذراً مع الناس ، وحبذا لو يلغي هؤلاء حساباتهم ويريحون الناس من وسخهم ، وهذه نصيحة لكل الذين يعرفون أن أسلوبهم غير مستحسن ومنحرف . نعم نحن لسنا مثاليين لكن بالمقابل لدينا العقل للتفكير بلا كبرياء ولقبول الاخيار ورفض الاشرار .
نقولا أبو فيصل