بين شاه ايران وابنة السفير التركي والمصور ارشاك…
نقولا ابو فيصل*
كان طاهر لطفي سفيراً لتركيا في بغداد في الثلاثينات ، وكان يصطحب ابنته شرمين التي كان جمالها حديث أهل المدينة الى حفلات الاستقبال التي كانت تقيمها السفارات في الاعياد الوطنية وفي الحفلات التي كانت تقيمها السفارة التركية ، كما كانت تظهر اثناء ممارستها لعبة التنس في النوادي الرياضية ، وقد تعاظمت شعبية الفتاة التركية في العراق وعبرت شهرتها الحدود الى ايران حيث قام اقارب الشاه محمد رضا بهلوي بالتحدث اليه عن شرمين وأروه صورها قبل ان يلتقيا في حفل استقبال، حيث هام الشاه بالفتاة الجميلة من النظرة الاولى ، ودون ان يضيع الوقت ارسل صندوقاً خشبياً يحتوي على قلائد وأقراط وأساور مرصعة بالزمرد هدية اليها.
ولم يكن ذلك الصندوق هدية فحسب بل كان طلباً ليد الحسناء التركية وقد حمل رُسل الشاه الذين قدَّموا الصندوق الى السفارة التركية في بغداد رسالة تقول “بقبولكم هذا الصندوق أو أخذ قطعة من المجوهرات التي فيه تشيرون الى قبولكم طلب الخطبة”ولكن “العريس الايراني” لم يكن في عقل شرمين ولا في قلبها فرفضت الهدية وأُعيد الصندوق دون ان تُمس محتوياته الى الشاه الذي غضب من جوابها وفي ردة فعل منه تزوج من أميرة تدعى ثريا ، اما الفاتنة التركية شرمين فانها التقت مع طالب الطب إحسان دوغرماجي الذي وقع في حبها بعد ان رآها في حديقة بيت العائلة في انقرة اثناء دراسته الطب وظل يرسل لها الورود الحمراء حتى تعلقت به وأُقيم زفافهما في كربيج في انقرة .
وبذلك تكون الورود “الحمراء التركية” وليس “الزمرد الايراني” هي التي سرقت قلب ابنة السفير الشابة الوحيدة في السابعة عشرة “ذات الجمال الأخاذ والعيون الخضراء الفريدة والجمال النقي” كما تصفها ابنتها الروائية التركية نازلي إيراي وقد وضعت الابنة صورة أمها على غلاف كتابها وهي الصورة ذاتها التي خطفت قلب شاه ايران والصورة نفسها التي عرضها المصور العراقي ارشاك في واجهة محله وسط بغداد طيلة ما يقارب 60 عاماً الى ان دمرت الغارات الجوية استوديو ارشاك الشهير .
*كاتب ورئيس تجمع الصناعيين في البقاع