نقولا أبو فيصل يكتب ” بين عكاريت العالم … وعكاريت لبنان” !
انتهى موسم قطاف الزيتون في تونس التي تحتل المرتبة الثانية عالميًا من حيث إنتاج زيت الزيتون وانتهت معه الاحتفالات التي تتخذ طابعاً خاصاً كلّ عام في منطقة شنني الدويرات في محافظة “تطاوين “حيث يجري سنوياً تنظيم احتفال لقطاف أضخم شجرة زيتون فى تونس المعروفة بإسم “العكاريت” التي يبلغ عمرها 900 سنة ويبلغ قطرها 116 متراً وتغطي مساحة 1200 متراً مربعاً ، ويبلغ إنتاجها أكثر من 1500 ليترا من زيت الزيتون في سنوات الخصب، وفقًا لمالكها العروسي العكروت ،وتستوجب أكثر من عشرة عمال لجنيها يعملون لمدة أسبوع كامل .
في تونس الشقيق أيضاً توجد قرية صغيرة اسمها العكَارِيت، تقع قرب وادي العكاريت بين مدينتي قابس والصخيرة، وهي تتبع إدارياً ولاية قابس، ومعنى كلمة العكاريت هو من لفظ عكروت، وهو كذلك اسم منشئ القرية، وهذا المصطلح هو تركي الأصل ، وقد أجريت بحوث وحفريات عديدة في هذا الوادي وعثر على مخلفات إنسان العصر الحجري القديم الوسيط وأدوات مصنوعة من الصوّان وعظام حيوانات تنتمي إلى الحمار الوحشي والكركدن الأبيض والجمل الوحشي ،
في ليبيا ايضاً، فإن كلمة عكروت تعني “الرجل مقطوع الأذن” وفي فلسطين تعني الفهلوي او الشقي او الذكي. أما في لبنان، فإن هذه الكلمة تستخدم بين الشباب للدلالة على الرجل العديم الأخلاق المخادع ، وهي عادةً لا يتم استخدامها مع الغرباء أو بين النساء أو مع أي فتاة ، بل تستخدم بين الأصدقاء الشباب، كما درجت العادة في لبنان على نعت بعض المسؤولين في الدولة من اصحاب السمعة السيئة بالعكاريت ، وبعضهم يستمتع بهذا التوصيف طالما السلطة في يده.
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب؟” جزء 5