كتب نقولا أبو فيصل بين نعمة الامتنان …وطريق السعادة والسلام!
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 6
الامتنان هو من الطرق الجيدة لتحسين جودة حياتنا لولوج السعادة والسلام الداخلي، ويتجاوز الامتنان كونه مجرد شعور أو عاطفة، الى كونه موقف واعي يمكن أن يغير الطريقة التي نتفاعل بها كلبنانيين مع ما يدور حولنا من أحداث ، وبالتالي فإنه يساعدنا في تقليل مستويات التوتر والقلق والاكتئاب ويوجه أفكارنا نحو الإيجابية والابتعاد عن السلبية. وهذا التحول يعزز شعورنا بالسعادة والرضا ويمنحنا نظرة إيجابية نحو الحياة ، ونتحول من الشعور بالنقص إلى الشعور بالكمال والاكتفاء. كما أن التعبير عن الامتنان تجاه الآخرين يعزز العلاقات الاجتماعية ويعمق الروابط. ويبدو أن الأشخاص الذين يعبرون عن امتنانهم بإنتظام يميلون إلى أن يكونوا أكثر تواصلًا وتفاهمًا مما يخلق بيئة من الدعم المتبادل والمحبة.
وقد أظهرت البحوث العلمية أن الأشخاص الذين يمارسون الامتنان بانتظام يتمتعون بصحة أفضل ونوم أعمق ويقل لديهم الإحساس بالألم ، فالامتنان يعزز أيضًا النظام المناعي ويقلل من أعراض الأمراض الجسدية . كما يمكن للامتنان أن يكون مصدرًا للمرونة النفسية عند مواجهة صعوبات في الحياة ، وذلك من خلال التركيز على الجوانب الإيجابية في حياتنا حتى في أوقات الأزمات، كما يمكننا أن نجد القوة والصبر للتغلب على التحديات إضافة الى تعزيز الشعور بالامتنان للأشياء الصغيرة والكبيرة في حياتنا على المستوى الروحاني، كما يمكن للامتنان أن يعمق الإحساس بالايمان بالله مما يزيد من الشعور بالسلام الداخلي والاتزان.
وتبقى كلمات الشكر والامتنان المباشرة هي أبسط وأسرع وسيلة للتعبير عن التقدير. كذلك كتابة رسالة شكر يمكن أن تكون لفتة رائعة ، وصولاً الى تقديم هدية بسيطة تعبر عن الامتنان قد يكون لها تأثير كبير.كما يمكن إظهار الامتنان من خلال تقديم المساعدة في أوقات الحاجة تقديراً للامور التي يقوم بها الاخرين من أجلنا. والامتنان يساعد على بناء جو من التفاهم والثقة المتبادلة، فالأشخاص الذين يشعرون بالتقدير يرغبون بدون ادنى شك بتطوير روابط عاطفية أقوى مع من يقدرهم ، كما يقلل من سوء الفهم ويعزز التعاون ، ويعزز من شعور الشخص الآخر بقيمته عبر الإشادة به في الاجتماعات في العمل أو المناسبات العائلية.
نقولا ابو فيصل