لبنان سيدخل في مرحلة أشدّ سوداويةوسنكون أمام مفاجآت كثيرة
قال مصدر أمني لـ«الجمهورية»، انّ «لبنان سيدخل في مرحلة أشدّ سوداوية ، خصوصاً انّ عدونا لا يزال الآن في مرحلة تسجيل النقاط من دون تحقيق الأهداف، وإنجازاته التي يتغّنى بها هي القتل والاغتيال والدمار، ولم يحقق شيئاً من أهدافه المعلنة، وبالتالي سيستشرس اكثر لأجل الادّعاء انّه حقق الأهداف، وبالنسبة إليه لم تعد حربه جنوباً وشمالاً إنما انتقلت إلى النصف في تل ابيب، وهذا سيعقّد الأمور اكثر، وطالما انّ الصواريخ تتساقط طالما انّ الحسم سيبتعد، والخوف الأكبر هو إذا دخلنا مرحلة الفوضى مثل ما حصل في سوريا عام 2015، فسيكون هذا الأمر خطيراً جداً».
ورأى المصدر، انّ «حزب الله أعاد شيئاً من التوازن من خلال تماسك الجبهة على الجنوب، ولكن ليس إلى مستوى اجبار الطرفين على وقف الحرب، لأنّ نتنياهو لم يقبل بهذا الأمر، بعدما اعتقد انّه قضى على قوة الحزب، ولذا فإنّ المسار معقّد وصعب، بحسب المصدر، اقله حتى نهاية السنة وسنكون أمام مفاجآت كثيرة».
وقد صارح مرجع رسمي أحد زواره امس، بأن ليست هناك بعد بشائر جدّية لوقف إطلاق النار قريباً، «من دون أن يمنع ذلك من مواصلة المساعي وبذل أقصى الجهود الممكنة على كل الخطوط الديبلوماسية لمحاولة إنهاء العدوان الاسرائيلي في أقرب وقت ممكن على قاعدة تطبيق القرار 1701 بنحو متوازن من الجانبين اللبناني والاسرائيلي معاً».
ولاحظ المرجع، وفق ما نُقل عنه، انّه يبدو وكأنّ الغرب واميركا أعطيا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو فرصة لا تزال سارية المفعول للسعي الى تحقيق أهدافه من الحرب التي يشنها على لبنان.
وعلى خط موازٍ للمساعي الأميركية، يراهن الفرنسيون على تتويج مساعيهم الديبلوماسية بالمؤتمر المقّرر عقده من أجل لبنان في باريس، في 24 الجاري، ويضمّ ممثلين عن اللجنة الخماسية والدول والجهات المانحة.
وقالت مصادر مواكبة لـ«الجمهورية»، إنّ جوهر التفكير الفرنسي هو إقناع لبنان بالموافقة على التطبيق الكامل للقرار 1701، ما ينتزع الذريعة من يد إسرائيل لمواصلة الحرب. ولكن، واقعياً، لم يتحقق من هذا الطرح، حتى الآن، سوى خطوة أولية هي إعلان «حزب الله» موافقته على وقف النار، بمعزل عن مسار الحرب في غزة.
ويعتبر الفرنسيون أنّ هذه الخطوة متقدمة، لكنها ليست كافية لإقناع الإسرائيليين بوقف الحرب. ووفق المصادر، فإنّ باريس ترى أنّ وقف الحرب يمكن أن يخلق مناخاً مناسباً لانطلاق المسار السياسي للحل في لبنان، لكن هذا الموقف يصطدم بموقف واشنطن التي تميل إلى مراعاة الطرح الإسرائيلي، أي الضغط على «حزب الله» حتى انتزاع اعترافه بالقرارات الدولية، أي الـ1701 والقرارات الأخرى ذات الصلة، قبل أي وقف للحرب.
وتخشى المصادر أن يؤدي هذا التباين إلى تطيير المؤتمر الذي تدعو إليه فرنسا، والذي من أجله كانت زيارة وزير خارجيتها جان نويل بارو لبيروت، أو إلى إفشاله في حال الانعقاد.